صاحب هذا الكتاب هو علامة العراق أبي المعالي محمود شكري الآلوسي البغدادي وآل الآلوسي أسرة بغدادية تعدد أصولها إلى بلدة (آلوس)، وهي حالياً أشبه بجزيرة صغيرة في نهر الفرات قرب مدينة حديثة. وهذه الأسرة جمعت شرف النسب مع الرسوخ في العلم، واشتهر منها عدد من أعلام العراق الحديث....

صاحب هذا الكتاب هو علامة العراق أبي المعالي محمود شكري الآلوسي البغدادي وآل الآلوسي أسرة بغدادية تعدد أصولها إلى بلدة (آلوس)، وهي حالياً أشبه بجزيرة صغيرة في نهر الفرات قرب مدينة حديثة. وهذه الأسرة جمعت شرف النسب مع الرسوخ في العلم، واشتهر منها عدد من أعلام العراق الحديث. ولد الآلوسي في بغداد سنة 1272 هـ / 1857 م. سماه أبوه (محمود شكري) ولقبه (جمال الدين)، وكنّاه (أبي المعالي). لازم الآلوسي عدداً من مشايخ عصره. وختم القرآن وعمره ثمان سنوات، وتأثر بأبيه عبد الله فكان أول شيخ درّس عليه، فأخذ منه علوماً شتىً؛ ودرس عليه مبادئ العلوم وقراءة القرآن الكريم والعربية، وأخذ عنه الأدب والأخلاق الفاضلة، وتعلّم منه الخط.توفيّ أبوه وقد بلغ عمر الآلوسي 18 عاماً، وكان أبوه متأثراً بالتصوّف، فأثّر ذلك في ابنه محمود عدّة سنين قبل أن تتوسع معارفه ومداركه، وينتفض على ما نُسِبَ للتصوف من خزعبلات وخرافات، وتعدّ هذه المرحلة الطور الاول الذي مرّ به الآلوسي في حياته. كان الآلوسي ذكيّاً ألمعياً وهو في شرخ الشباب، فكتب العديد من الكتب وكان خطاطاً بارعاً، كما أنه استكتب تلامذته، وصنّف مبكراً، وكان من أوائل تصنيفاته رسالة بعنوان " الروضة الغناء شرح دعاء الثناء"، ولا تزال مخطوطة. بالإضافة إلى رسالة "كنز السعادة كلمة الشهادة".وقد تعلم الآلوسي اللغتين التركية والفارسية، وعدداً من العلوم الدنيوية؛ كعلم الهيئة (الفلك) ولم يكتف الآلوسي بذلك؛ بل قام بمطالبة مئات الكتب والمخطوطات الموجودة بمكتبات بغداد، فتكونت له معرفة واسعة ظهرت في كتبه وتحقيقاته، وكانت أولى مظاهر موسوعيته كتابه العجيب "بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب".وكان لنبوغه المبكر أثراً في انتدابه للتدريس في المساجد الكبرى في بغداد ومرّ الآلوسي بالطور الثاني في سنة 303 هـ إلى سنة 1306ه، حيث بدأ عقله يمزج بين القديم والجديد، ولما بدا نجمه واشتهر صيته طلب منه أبو الهدى الصيادي أن يشرح له قصيدة في مدح القطب الصوفي أحمد الرفاعي وشرحها في كتابه "الأسرار الإلهية شرح القصيدة الرفاعية". وفي عام 1307 هـ دعا والي بغداد سري باشا الكريدي، وكان محباً للعلماء معجباً بمواهب الآلوسي، لرئاسة القسم العربي في صحيفة الزوراء التي تعدّ أول جريدة صدرت ببغداد في سنة 1286 هـ، وكانت تصدر باللغة العربية منها: "المسفر في الميسر"، و "ما اشتملت عليه حروف المعجم"، و "الجواب عما استبهم من الأسئلة بحروف المعجم" إلى جانب "الدلائل العقلية على ختم الرسالة المحمدية".كانت وفاة الآلوسي سنة 1342 هـ وشيعته بغداد في جنازة مهيبة، ورثاه الشعراء والعلماء في بغداد والحلة وأقاموا مجالس تأبين له في عدة مساجد وكذلك فعل في العالم العربي والإسلامي. وقد كان كثير المتصافيف، ويعدّ من المكثرين في التأليف والتصنيف في مواضيع متنوعة: دينية إصلاحية، لغوية أدبية، تاريخية وعلمية، ومؤلفات الآلوسي جاوزت الخمسين كما صرح ذلك في ترجمته لنفسه. ويأتي كتابه هذا "تجريد السنان في الذبّ عن أبي حنيفة النعمان" من المؤلفات الدينية. وهو يمثّل ردّاً على شبهات رجل من أهل العلم الشافعية ذكرها في الردّ على الحنفية والتشييع على إمامهم، وأراد الشيخ الآلوسي أنصاف الإمام أبي حنيفة ومذهبه. ويذكر المحقق بأنه لم يستطع مع كثرة بحثه معرفة من هو الذي ناقشه الآلوسي في هذا الكتاب سوى ما أشار إليه في أول الكتاب أنه من أفاضل الشافعية، وأنه نقل كثيراً من كلامه في التشييع على أبي حنيفة من كتاب فخر الدين الرازي "الانتصار".ونظراً لأهمية هذا الكتاب تم الاعتناء به. فجاءت عملية التحقيق كالتالي: 1- ضبط النص، 2 تخريج الاحاديث، 3- مقابلة كل النقول التي عزى إليها الآلوسي، 4- ترجمة الأعلام، 5- التعريف بالمؤلفات مع بيان المطبوع منها أو المخطوط أو المفقود، 6 - عزو الأشعار لقائليها، 7 - التعليق على بعض المواطن إما اعتراضاً وبياناً لخطأ، أو لفائدة ما، 8 - أدراج ترجمة جد الآلوسي، والاعتناء بمؤلفاته وتلاميذه، وأدراج مسرد لحياته بطريقة مستحدثه، 9- أدراج ترجمة جيدة جمع المحقق فيها مؤلفات الآلوسي وحياته بطريقة جيدة، وإنشاء كشاف للآيات والأحاديث والآثار والأشعار والأعلام والكتب فضلاً عن الكشاف الموضوعي.