ابتدأ الخلاف بين أهل العلم فيمن شهد بدراً من الصحابة منذ القرون الأولى. فأثبتوا فيها من لم يشهدها وأهملوا بعض من شهدها، فاختلط الخطأ بالصح بالوهم، فحط ذلك من شأن الذين شهدوها ورفع درجة من لم يشهدوها ... إلى أن جاء الإمام إبن المحب الصامت "أبي بكر محمد بن عبد الله المقدسي...
ابتدأ الخلاف بين أهل العلم فيمن شهد بدراً من الصحابة منذ القرون الأولى. فأثبتوا فيها من لم يشهدها وأهملوا بعض من شهدها، فاختلط الخطأ بالصح بالوهم، فحط ذلك من شأن الذين شهدوها ورفع درجة من لم يشهدوها ... إلى أن جاء الإمام إبن المحب الصامت "أبي بكر محمد بن عبد الله المقدسي الصالحي" (712-788ه) فكتب فيها وقيد أسماء من شهدها ممن لم يشهد. فكان هذا الكتاب "تسمية من شهد بدءاً" نسخة فريدة كُتبت بخط المصنف نفسه. عمل على تحريرها وتدقيقها الأستاذ فريد بن فريد الخاجة، ليسد ما نقص من أقوال وأحاديث حول من شهد واقعة بدر ومن لم يشهدها، بعد أن أوضح منهج المصنف إبن المحب في كتابه أي (المخطوط) الذي رتبه على حروف الحجم، ابتداءً باسم النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يذكر أسماء البدريين وكناهم، ثم يسرد أنسابهم والإختلاف فيها، وأحياناً يذكر أسماء بعض أقاربهم كالأخوة أو الأبناء، ثم ينهي الترجمة بذكر السنة التي توفي فيها صاحب الترجمة ، ويكتفي بذلك في أغلب التراجم إذا اتفق أهل المغازي على شهوده بدراً. يبدأ الكتاب بترجمة أبي بكر إبن المحب المقدسي، وإثبات نسبة الكتاب إليه، وموارده في كتابه، ومنهجه، مروراً بالأوهام التي تسبب بها إدخال من لم يشهد بدءاً فيمن شهدها، ومسائل أخرى تتعلق بمعرفة البدريين وتسميتهم في كتب الصحابة، والتعارض بين قائمة البخاري في صحيحه في أسماء البدريين مع من سماهم من أهل المغازي، وتسمية من استشهد من أصحاب الرسول ببدر، وذكر من شهد بدراً مع المشركين ثم أسلم بعد ذلك ... وعناوين أخرى ذات صلة.