"بيان غرض المحتاج إلى كتاب المنهاج" هو كتاب للعلامة ابن الفركاح، شيخ الإسلام، الإمام العلامة، شيخ المذهب، مفتي الفرق، شافعيّ الشام، برهان الدين، أبو إسحاق ابراهيم بن عبد الرحمن ابن ابرهيم بن سباع بن ضياء، الغزّاري، الصعيدي، المصري الأصل ثم الدمشقي، وهو ابن شيخ الشافعية،...
"بيان غرض المحتاج إلى كتاب المنهاج" هو كتاب للعلامة ابن الفركاح، شيخ الإسلام، الإمام العلامة، شيخ المذهب، مفتي الفرق، شافعيّ الشام، برهان الدين، أبو إسحاق ابراهيم بن عبد الرحمن ابن ابرهيم بن سباع بن ضياء، الغزّاري، الصعيدي، المصري الأصل ثم الدمشقي، وهو ابن شيخ الشافعية، تاج الدين أبي عبد الرحمن بن ابراهيم بن سباع، وهو ابن أمام الروحية، المفتي المقرئ، برهان الدين، أبو إسحاق بن سباع، ولُقّيت باين الفركاح، نسبة لأبية الذي كان يسمى بالفركاح لاعوجاج في رجليه، فكانوا يقولون مفركح الساقين. أما نسبته إلى الصعيد في مصر× فلأنها أصله، ثم نسبته إلى دمشق لأنها مكان ولادته ونشأته. والفَزَاري، نسبة إلى فزارة، وهي قبيلة كان منها جماعة من العلماء والأئمة، ولد الشيخ برهان الدين بن الفركاح بدمشق سنة 660 هـ في بيت يظلّه العلم والتقوى في أسرة أخذت حظها من العلم والدين، مما كان له أثره البالغ فيه وطلبه للعلم، وانكبابه عليه. وقد جمع في صفاته بين حسن الخلق والكرم وقضاء الحقوق، ولين العويكة، كان كثير الورع، متقشفاً، عفيفاً، لطيفاً، متواضعاً، زاهداً، حيث أنه عرفت عليه المناصب الكبار، فأباها؛ كالقضاء. وكان له وقعٌ في قلوب الناس وودّ. وكان، بالإضافة إلى ذلك كله، متحرزاً وورعاً في نقل الفتاوى؛ لأنه توقيع عن ربّ العالمين. قال الكمال جعفر: كان برهان الدين فقيهاً أصولياً، متديناً ثقة. وقال الاسنوي: كان عارفاً بالمذهب، مطلقاً على الكثير من اللغة، وكلام المفسرين، مشاركاً في العلوم منتصباً للاشتغال والافتاء، ورعاً زاهداً. وقال السبكي: فقيه الشام وبركته، تلقى علماً كثيراً، وتوقى في نقله للخطأ، فأصاب أجراً كبيراً، وترقى إلى درجات عالية. كان الشيخ برهان الدين يخالف الشيخ تقي الدي بن تيمية، ومع ذلك ما تهاجرا، ولا تقاطعا، بل كان كلّ منهما يحترم الىخر، ولما توفي ابن تيمية، استرجع (قال إنّا لله وإنّا إليه راجعون)، وأثنى عليه، وشيّع جنازته، وقعد لعزائه. صنف الشيخ الإمام برهان الدين مصنفات عديدة، تشهد بدقة علمه، وإخلاص نيته. وكان تصنيفه في الفقه والأصول والفضائل، والفتاوى والنحو، وهو بذلك أثرى المكتبة الإسلامية بتلك المؤلفات التي تدل على غزارة علمه. من مؤلفاته: "التعليق على التنبيه": و"التنبيه" هو لأبي اسحق الشيرازي، "مقاصد الحج والاعتمار على سبيل الإيجاز والاختصار"، "المنائح لطالب الصيد والذبائح"، "الرخصة العميمة في أحكام الغنيمة"، "رسالة في مسألة الخلع"، "فرائض الغزاري"، وهو كتاب في المواريث، "الفتاوى"، "الأعلام بفضائل الشام"، "باعث النفوس إلى زيادة القدس المحروس"، "شرح الألفية لابن مالك"... وكتابه "التعليق على المنهاج"، وهو هذا الكتاب التي نقلب صفحاته، والذي صدر في هذه الطبعة محققاً. والمنهاج هو للنووي، واسمه "منهاج الطالبين". توفي الشيخ برهان الدين بن الفركاح سنة 729 هـ ببلدة بالمدرسة الباذرائية بدمشق، وكانت جنازته مشهودة، مشهورة، حافلة. هذا وكتابه هذا هو تعليق على كتاب هو من الاهمية بمكان، بل هو من أهم متون المذهب الشافعي؛ بل عمدتهم، وهو المعوّل عليه عندهم في الفتوى، والذي اهتم به العلماء اهتماماً بالغاً، وأثنوا عليه، فألفوا عليه عشرات الشروح والتعليقات والاختصارات، وهو "منهاج الطالبين" للنووي كما أسلفنا. وإن جلّ التعليقات في هذا الكتاب، هي عبارة عن اعتراضات على متن المنهاج، وبيان لتناقضات وقع فيها النووي، كما يرى المؤلف، مما يعزز من قيمة المحتوى، ويضيف جديداً إلى مكتبة الفقه الشافعي. وإن ما يزيد من أهمية هذا الكتاب هو أن مؤلفه "ابن الفركاح"، كان معاصراً لصاحب المتن "النووي"، بالإضافة إلى ذلك، فإن ابن الفركاح هو شيخ الشافعية في زمان؛ بل هو شافعي الشام، وبالرغم من ذلك، فهو يعدّ من المغمورين، لذا كان لابد من إبرازه من خلال تحقيق تراثه وكتبه. وتجدر الإشارة بأن هذا المخطوط هو قديم، وهذا من الأمور التي تزيد من أهمية المخطوطـ؛ فكلما كان قديماً، كانت الحاجة إلى تحقيه أولى من غيره. وهذا الكتاب لم يحظ بعملية تحقيق من قبل. وقد استقام منهج التحقيق على النحو التالي: 1- نسخ المخطوطة الأصل، 2- إجراء مقابلة بين النسختين: نسخة الأصل، ونسخة الفرع "ب" وإثبات الفروق بينهما، 3- تخريج الآيات القرآنية الواردة في النص، 4- تخريج الأحاديث النبوية الواردة في النص، أو التي جاء ذكرها في التعليق، من مصادرها الرئيسية، مع التنبيه على الفروق في الرواية، إن وجدت. 5- وضع تراجم مختصرة للأعلام الوارد ذكرهم في المخطوطة، 6- إخراج النص في أفضل صورة، 7- توثيق النصوص الفقهية الواردة في المخطوط بعزوها إلى مصادرها، 8- التعريف بالمصطلحات الفقهية، أو الأصولية. 9- التعليق على المسائل التي تحتاج إلى شرح أو تعليق. 10- وضع فهارس عامة. ولابد من الإشارة إلى شمول هذا الكتاب على دراسة تمّ فيها ذكر ترجمة للمؤلف ترجمة وافية، وتوثيق الكتاب وبيان أهمية الكتاب الذي هو موضع التحقيق والذي اكتسب أهميته من مصدرين: متن المنهاج (للنووي) والتعليق عليه لابن الفركاح.