من المُسَلَّم به أنّ المذهب الحنبلي انتشر شمالي فلسطين في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، وخاصة في نابلس وطولكرم وقلقيلية، وقُراها، وتشير المصادر إلى أن الشيخ عبد الواحد ابن أحمد الشيرازي (ت 486هـ) كان أول من نشر مذهب الإمام أحمد بن حنبل في بيت المقدس وما حولها، وكأي بحث...
من المُسَلَّم به أنّ المذهب الحنبلي انتشر شمالي فلسطين في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، وخاصة في نابلس وطولكرم وقلقيلية، وقُراها، وتشير المصادر إلى أن الشيخ عبد الواحد ابن أحمد الشيرازي (ت 486هـ) كان أول من نشر مذهب الإمام أحمد بن حنبل في بيت المقدس وما حولها، وكأي بحث في تاريخ الفقه الإسلامي بشكل عام، وتاريخ المذهب الحنبلي بشكل خاص، استطاع الأستاذ بشير عبد الغني بركات من العودة إلى كتب التاريخ والتراجم للوقوف على جهود الأعلام في خدمة العلوم الشرعية فجاء كتابه "تاريخ الحنابلة في بيت المقدس" مادةً جديدةً تساهم في خدمة ديننا الحنيف، وفي حفظ المدينة المقدسة وتاريخها. فقد ترجم المؤلف لعدد لا بأس به من علماء الحنابلة، وأضاف إلى لمن ترجم عنهم سابقاً تفاصيل جديدة قيّمة لم تُعرف سابقاً، وعرّف القارئ على ما للحنابلة المقادسة من مؤلفات لم تُعرف من قبل، وصَحَّح مَا ورد من أخطاء وقعت في كتب التراجم، سواءاً في أسماء الأعلام، أو الأماكن، أو التواريخ، كما عرّف القارئ على المنشآت الحنبلية من: مصليات، ومدارس، ومكتبات، وأوقاف، وحارات، ووقف كذلك على دَوْر الحنابلة في القضاء والإمتاء في مدينة القدس. وعلى من تولى من الحنابلة إمامة الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وكشف عن أصول عدد من العائلات المقدسية المعاصرة، والتي يجهل أبناؤها تلك الاصول الفاضلة، إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة. يبقى أن نشير أن هذا الكتاب يتضمن صوراً نادرة من آثار الحنابلة في بيت المقدس كمصلى الحنابلة الثاني والثالث ووثائق حنبلية محفوظة في القدس، وآثار أخرى موثقة في طيات الكتاب.