الحَجَّ هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو من أفضل العبادات وأجَلَّ الطاعات، التي على المسلم أداؤها على الوجه الذي شُرعَتْ عليه، وتعظيم هذه الشعيرة - أي الحج - يكون بإتباع المنهج الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقاه عنه الصحابة والتابعون، لذلك كان لا بدَّ لمَن...
الحَجَّ هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو من أفضل العبادات وأجَلَّ الطاعات، التي على المسلم أداؤها على الوجه الذي شُرعَتْ عليه، وتعظيم هذه الشعيرة - أي الحج - يكون بإتباع المنهج الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقاه عنه الصحابة والتابعون، لذلك كان لا بدَّ لمَن أراد الإتباع أن يتعلم سنَّته صلى الله عليه وسلم؛ بأن يتلقاها من أهل العلم. وكان من واجب أهل العلم الذين ورثوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يبينوها ويُبلغوها إلى الأمة؛ ومن أمثال هؤلاء علماء مخلصين، من الذين كتبوا المصنفات الجليلة العَالِم أبو الحسن نور الدين علي بن سلطان القاري. ومن ضمن مؤلفاته هذا الكتاب "الإعلام بفضائل بيت الله الحرام" تكلم فيه عن فضائل المسجد الحرام بمكة المكرمة، فعقد فصلاً ذكر فيه ما ورد في فضله من الكتاب والسُّنَّة، ثم خص الطواف بأحاديث في فضله ساقها تباعاً، ثم أورد فصولاً في فضائل الحجر الأسود، والركن اليماني، والمُلتزَمَ، ومقام إبراهيم عليه السلام، والكعبة، وزمزم، والسِّقاية، والنظر إلى الكعبة، والسعي، ومكة. إلى ذلك، أفرد المؤلف فصلاً ذكر فيه فضائل الحج والعمرة، وما يتعلق بهما من أحكام، كالتلبية، وحج الماشي، وثواب من مات في الحج، وفضل عرفة والمزدلفة، وفضل ليلة النحر وأيام العشر، وفضل الرمي، وفضل أيام مِنَى ولياليها، وفضل الذبح والنحر، وفضل الحلق والتقصير، ثم عقد فصولاً في ذكر فضائل بُقعٍ ومواضعَ في الحج، كفضائل مسجد الخيف ومِنَى والمُحَصَّب؛ ثم ذكر فصلاً في المجاورة، وفصلاً في فضل الموت بعد الحجَّ أو العُمرة، وختم كتابه بفصلٍ ذكر فيه فضائل متفرقة تشتمل على أحاديث عن فضل الحَجَّ مع ذكر المصادر.