كما حفظ الله سبحانه وتعالى كتابه الكريم، فقد حفظ سنّة نبيه عليه الصلاة والسلام، فهيأ لها صحابته الكرام رضي الله عنهم الذين قاموا بحفظها في صدورهم، ونقلوها إلى من يليهم من التابعين، الذين بدورهم نقلوها إلى أتباع التابعين، وهكذا ...ومع هذا الحفظ في الصدور كان التدوين في...
كما حفظ الله سبحانه وتعالى كتابه الكريم، فقد حفظ سنّة نبيه عليه الصلاة والسلام، فهيأ لها صحابته الكرام رضي الله عنهم الذين قاموا بحفظها في صدورهم، ونقلوها إلى من يليهم من التابعين، الذين بدورهم نقلوها إلى أتباع التابعين، وهكذا ...
ومع هذا الحفظ في الصدور كان التدوين في السطور، الذي بدأ ينتشر مع بداية القرن الثاني الهجري بأمر من أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز. فظهرت المصنفات والمسانيد والجوامع والأجزاء. ويعد كتاب "رياضة المتعلمين" لمؤلفه أبي بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني (ولد سنة 284 - توفي سنة 364ه) من المدونات الحديثية التي جمعت الأحاديث والآثار التي تتناول موضوعاً معيناً، وعنوانه يدل على مضمونه، فهو يتكلم عن الأخلاق والآداب التي من الحريّ على طالب العلم أن يتحلى بها وأن يروض نفسه عليها. ولأهمية هذا الكتاب اعتنى بتحقيقه وقابله بأصله الأستاذ نظام محمد صالح يعقوبي، فقام بنسخ الأصل المخطوط، بالإعتماد على النسخة الخطية المحفوظة في مكتبة الدولة بمدينة برلين في ألمانيا، ومن ثم بدأ بمعارضة المنسوخ على الأصل للتأكد من صحة النص وغير ذلك من ضبط للنص وتفصيله وتزيينه بعلامات الترقيم، وتصويب الأخطاء، وعزو الآيات القرآنية إلى مواضعها، وترقيم الروايات التي أوردها المصنف في الكتاب بأرقام مسلسلة، وتخريج الأحاديث النبوية الشريفة والآثار المروية من مصادر التخريج وكتابة مقدمة للكتاب تتضمن ترجمة للمؤلف، وترجمة لشيوخه الذي روى عنهم في كتابه هذا، كما تم إدراج السماعات الموجودة على النسخة الخطية في مبحث خاص ضمن المقدمة، مع بيان منهج المؤلف في الكتاب وذكر مصادره فيه.
إقرأ أقل