يُعتَبَرُ هذا الكتابُ مَرجِعاً مُهمَّاً ومُفيداً، ومَعيناً جديداً وفريداً، وإضافةً حقيقيةً تُثرِي المكتبةَ الإسلامية، وخاصَّةً الأصوليةَ منها؛ كونَها تفتقرُ إلى مرجعٍ يَجمعُ دُرَرَ العَالِم الجَلِيل ابنِ فُورَك وأقوالَه وقواعدَه، والذي يَحظَى بمكانةٍ ساميةٍ بينَ عُلَماءِ الأُصول. فهو كتابٌ أصيلٌ في موضوعه، مبتكَرٌ في منهجه، غيرُ مَسبُوقٍ في أسلُوبه، عميقٌ في نقاشه واستدلاله، التزم فيـه محقِّقُه منهجَ البحـثِ العِلميِّ الحَدِيث، فكان حريصاً على التَّوثيق الدَّقيق، وذلك بالاعتماد على المصادر والمراجع الأصلية والمعتمدة للقُدامَى والمُحدَثِين. كما تَمَيَّز هذا الكتابُ بعدةِ مَزايا أهمُّها: 1 ـ الإحـاطةُ بمشتَمِلات علم الأصول. 2 ـ العنايةُ بأدلَّة الآراء الأصولية، وتطبيقاتِها الفقهية. 3 ـ التَّرفُّعُ عن التَّعصُّب المَذهبيِّ ببيانِ مُختَلَف الآراء، مع أنَّ ابنَ فُورَك شافعيُّ المَذهب. 4 ـ إظهارُ أهمِّية عِلم الأصول في مجال استنباط الأحكام الشَّرعية من الأدلَّة. وقد تَضمَّنَ هذا الكتابُ مقدمةً وثلاثةَ أقسام: * فالقسم الأول: يحتوي على السيرة الذاتية للإمام ابن فُورَك. * وأما القسم الثاني: فهو تحقيقُ ودراسةُ وشَرحُ ((المختصر في أصول الفقه)) للإمام ابن فُورَك، والذي تَضمَّنُ مقدمةً وخمسةَ أبواب: فالبابُ الأوَّلُ: في أدلَّة الكتاب. والباب الثاني: في السُّنة النَّبوية الشَّريفة. والباب الثالث: في الإجماع. أما الباب الرابع: ففي مَعقُولِ الأصلِ وأثرِه. وأخيراً الباب الخامس: في الاستصحابِ وأثرِه. * وأما القسم الثالثُ والأخيرُ: فهو في الكلام عن أقوالِ الإمام ابنِ فُورَك وآثارِه الأصولية، وقد بلغ عدد المسائل الأصولية فيه