((الفهرست الأوسط من المرويات)) كتابٌ شائقٌ مُمتِعٌ يُعتَبَرُ مِنْ أكبرِ ما أُلِّفَ في هذا الباب، وأوسعِه وأشملِه، كما يُعتَبَرُ من الفهارس الحديثية العظيمة، فهو موسوعةٌ حديثيةٌ نفيسةٌ وجليلة، ضَمَّتْ كلَّ المَروياتِ والأسانيدَ التي تتعلق بالمسلسلات، والقراءات، والأجزاء...
((الفهرست الأوسط من المرويات)) كتابٌ شائقٌ مُمتِعٌ يُعتَبَرُ مِنْ أكبرِ ما أُلِّفَ في هذا الباب، وأوسعِه وأشملِه، كما يُعتَبَرُ من الفهارس الحديثية العظيمة، فهو موسوعةٌ حديثيةٌ نفيسةٌ وجليلة، ضَمَّتْ كلَّ المَروياتِ والأسانيدَ التي تتعلق بالمسلسلات، والقراءات، والأجزاء الحديثية، وكذا الخِرَق، وسلاسل الفقه في المذاهب الأربعة، والتصوُّف، وعلم الكتابة، ... إلخ، حتى أنها ذكرتْ أسانيدَ الرِّماية! وقد نهل منها واستفادَ كلُّ مَنْ أتَى بعدَه، كالصَّيْداويِّ في ((مَشيخته))، والكورانيِّ في ((ثَبَته))، وكذا العجلونيُّ، والأيوبيُّ، وغيرُهم، فهو يستحقُّ أن يكونَ أبا الأثباتِ وأصلَ الفهارس هذا، وقد وفَّقَ اللهُ تعالى المُحقِّقَ للحُصولِ على النُّسخَةِ الخَطِّية النَّفِيسة والوَحِيدة في العالم لهذه الموسوعة الحديثية الفريدة والنَّادرة، وما زادَها نَفَاسةً وأهمِّيةً كونُها كُتِبتْ بخطِّ مؤلِّفها رحمه الله تعالى. فقد امتاز المؤلِّفُ في كتابه هذا بطول النَّفَسَ، وبالتَّوَسُّع في ذكر الأسانيد، والكلام على بعض الرواة، فنراه يروي عن مصريين، وشاميين، ومغاربة. كما تفنَّنَ وتصرَّفَ في أسماء الرُّواة وأنسابِهم، وهذه مهارةٌ منه، وسَعةُ عَطَنٍ، كما فعلَ ذلك كراهةً للتَّكرار، ودفعاً للسآمة والمَلَل. كما شَحَنَ كتابَه هذا بكثيرٍ من الفوائد والنِّكات والحِكايات والأشعار، وتَبَحَّرَ في ذكر أسانيده بالقراءات والأجزاء، ممَّا يَخْلُصُ لنا أنَّ منهَجَ المُؤلِّف في هذا الكتاب مبنيٌّ على التَّوسُّعِ والتَّبحُّر.