لما منّ الله تعالى علي بقراءة الشفا في حقوق النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وكان ذلك بمدينته المنورة في عام الثامن والسبعين بعد المائتين والألف.يسر الله تعالى مطالعة جملة من شروح الشفا مع مراجعة المواهب وشرحها للعلامة الزرقاني ومع مراجعة شيء من كتب السير كسيرة ابن سيد...
لما منّ الله تعالى علي بقراءة الشفا في حقوق النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وكان ذلك بمدينته المنورة في عام الثامن والسبعين بعد المائتين والألف. يسر الله تعالى مطالعة جملة من شروح الشفا مع مراجعة المواهب وشرحها للعلامة الزرقاني ومع مراجعة شيء من كتب السير كسيرة ابن سيد الناس وسيرة ابن هشام والسيرة الشامية والسيرة الحلبية وهذه الكتب هي أصح الكتب المؤلفة في هذا الشأن فأحببت أن ألخص ما احتوت عليه من سيرته صلى الله عليه وسلم ومن المعجزات وخوارق العادات الدالة على صدق أشرف المخلوقات صلى الله عليه وسلم لأني رأيتها منتشرة في تلك الكتب مخلوطة بمباحث لها تعلق بها إلا أنها زائدة على المواد بحيث يعسر على القاصرين في هذه الأزمان أن يفهموها ويقفوا على حقيقتها لصعوبتها وطولها وإنتشارها فيحملهم ذلك على إهمالها وعدم قراءتها فلا يكون عندهم علم ولا إطلاع عليها ولا يكاد يعلم ذلك ويطلع عليه إلا الراسخون في العلم مع إن الإطلاع على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته من أعظم الأسباب التي يحصل بها قوّة الإيمان، ذلك ورسوخه في القلوب في تلك من التبصر والإعتبار حتى تصير أطوار النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله كأنها مشاهدة للنظار قال في علم المغازى خير الدنيا والآخرة وهو أول من ألف في السير وكان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يعلم نبيه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومغاز به وسراياه ويقول يا بني هذه شرف إبائكم فلا تنسوا واذكرها وفي ذكر السير أيضاً معرفة فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وكمالاته وفضائل الصحابة وقريش وسائر العرب وكل ذلك من الأسباب المقوّية للإيمان وفيها معرفة معانيق كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية إلى غير ذلك من الفضائل التي لا يمكن حصرها.