من المسلم به أن الوساطة المالية تتصل اتصالاً وثيقاً بحركة الإنسان المعاصرة؛ بيعه وشرائـه وسائر عقـوده الأخرى، إذ إنَّ الإنسان محتاج بطبيعتـه وفطرتـه إلى الاستعانـة بخبـرة غيـره في أقل الأشياء، وأبسط المجتمعات، فما بالك بالنسبة إلى أكثر الأشياء أهمية وصعوبة وخطورة؛ (إنه...
من المسلم به أن الوساطة المالية تتصل اتصالاً وثيقاً بحركة الإنسان المعاصرة؛ بيعه وشرائـه وسائر عقـوده الأخرى، إذ إنَّ الإنسان محتاج بطبيعتـه وفطرتـه إلى الاستعانـة بخبـرة غيـره في أقل الأشياء، وأبسط المجتمعات، فما بالك بالنسبة إلى أكثر الأشياء أهمية وصعوبة وخطورة؛ (إنه المال أحد الضروريات الخمسة) في مجتمع تعقدت فيه سبل الحياة والمعاش، وتشعبت، وأصبح العمل فيه بحاجة إلى خبرات جمة يصعب على فرد واحد أن يجمع شتاتها في عالم وسوق مترامي الأطراف، متقلب الأطوار، تتبدل فيه المعايير والحسابات بسرعة هائلة. كل ذلك وغيره أدى لأن تكون الوساطة المالية أمراً تقتضيه الضرورة العملية، ومن هنا ولدت فكرة البحث في الوساطة المالية، دراسة تتراوح بين الفقه الإسلامي، والواقع المعاصر الذي يعيشه المسلمون. هذا وبالنظر إلى أن الوساطة المالية أداة فعالة من أدوات المؤسسات المالية عامة والإسلامية خاصة، (كالمصارف الإسلامية) كان مهماً لفتُ النظر في ثنايا البحث إلى دور المصارف الإسلامية ـ التي أضحت علامة بارزة من علامات العصر، وسمة مميزة للنشاط الاقتصادي اللاربوي ـ في القيام بمهمة الوساطة المالية، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على بعض المؤسسات الأخرى ـ منها المالية والخدمية، التجارية... ـ التي تضطَّلع بدور الوسيط المالي، للاستفادة من تجربتها في ميدان الوساطة مع التنبه لسلبيات العمل ومعوقاته ومحرماته في تلك المؤسسات وتجاوزها. عن ذلك كله وغيره جاء عنوان البحث تحت: ’الوساطة المالية ـ أبـرز التطبيقـات المعـاصـر‘.