إن السنَّة النبوية المطهَّرة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلاميِّ بعد كتاب الله - عزّ وجلّ؛ إذ جاءت مبينةً للقرآن الكريم، مفضلةً لمجمل أحكامه، مخصصةً لعامِّه، ومقيدةً لمطلقه، شارحةً وموضحةً لما يحتاج إلى التوضيح منه.وقد عُنيت الأمةُ الإسلاميةُ برواية السُّنةِ...
إن السنَّة النبوية المطهَّرة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلاميِّ بعد كتاب الله - عزّ وجلّ؛ إذ جاءت مبينةً للقرآن الكريم، مفضلةً لمجمل أحكامه، مخصصةً لعامِّه، ومقيدةً لمطلقه، شارحةً وموضحةً لما يحتاج إلى التوضيح منه. وقد عُنيت الأمةُ الإسلاميةُ برواية السُّنةِ النبويِة وحفظها العناية التامة، فقدَّروها حقَّ قدرها، ورعوها حقَّ رعايتها، ومن أسهم في خدمة السنة وعلومها: الإمام ابن ناصر الدين الدمشقي، حيث كان له حظ وافر، وباع طويل في نشر كثير من العلوم الإسلامية بعامة وعلوم السنّة النبوية المطهرة بخاصة، وذلك بالكتابة والتأليف، والشرح والتحقيق، وكان من آثاره العظيمة: "شرح كتاب عقود الدُّرر في عُلُوم الأثر، الذي يُعدُّ كتاباً هاماً في علم مصطلح الحديث، إذ إنَّ مؤلفه بذل جهده فيه، ليكون شرحاً غنياً، ومفيداً مختصراً. لذلك اعتنى الأستاذ "زكريا الجاسم" بدراسة هذا العالم الفذِّ دراسةً علميةً كاملةً، مستوعبةً لجميع جوانب شخصيته العلمية والإجتماعية مع تحقيقٍ علميٍّ لهذا المخطوط النافع. وقد قسم الكتاب إلى مقدمة وقسمين اشتملت المقدمة على خطة البحث، وجرى الحديث في القسم الأول عن ابن ناصر الدين الدمشقي وجهوده في الحديث النبوي الشريف، أما القسم فتضمن مدخل في التعريف بكتاب "عقود الدرر في علوم الأثر"، ثم ضم نص الكتاب المحقّق والتّعليق عليه ثم ألحق الكتاب بخاتمة تضمنت أهم النتائج والتوصيات وبالفهارس.