لمّا كان القرآن الكريم مَهْدَ الدراسات، فمن أجله نشأت الدراسات اللغوية والأدبية، ولإثبات إعجازه تطورت الدراسات البلاغية وتوسعت، وكان من الجدير بدارس العربية أن يعود لدراسة هذه الفنون ولَمْس جمالها في النص القرآني، والحياة في ظلال معانيـه وجلاله لما فيه من ظلال أدبية،...
لمّا كان القرآن الكريم مَهْدَ الدراسات، فمن أجله نشأت الدراسات اللغوية والأدبية، ولإثبات إعجازه تطورت الدراسات البلاغية وتوسعت، وكان من الجدير بدارس العربية أن يعود لدراسة هذه الفنون ولَمْس جمالها في النص القرآني، والحياة في ظلال معانيـه وجلاله لما فيه من ظلال أدبية، وفنون بلاغية، ودراسات لغوية لا يمكن للباحث أن يجدهـا في غيره، إضافة إلى ما فيه من أحكام فقهية وتعاليم دينية تهمّ دارس العربية كما تهم غيره، وأمام هذا فقد آثرت أن أتوجه بدراستي إلى القرآن الكريم لأعيش لحظات في نفحاته الطيبة وتعاليمه السامية، وقد وجدت أَنَّ أَجْمَع عَمَلٍ لهذه الأمور ما ألفه المفسرون حول القرآن، فوقع اختياري على تفسير رجل من رجـال القرن السابع الهجري جمع هذه الأمور كلها، ففيه الأدب واللغة والبلاغة، كما فيه العظات والتوجيهات إلى جانب الأحكام الفقهية والآراء الكلامية فبدا الكتاب حياة كاملة فيها ما تشتهيه نفس الدارس وتلذ به، هذا الكتاب هو مدارك التنزيل وحقائق التأويل للإمام عبدالله النسفي رحمه الله.