يُعتبَرُ (صحيحُ الإمام البخاريّ) أجلّ كُتُبِ الإسلام، وأفضلَها بعد كتابِ الله تعالى، كيف لا، وهو أصحّ الكتبِ المؤلَّفةِ في هذا الشأن، وأجلّها نقلاً ورواية، وفهماً ودرايةً، وأكثرها تعليلاً وتصحيحاً، وضبطاً وتنقيحاً، وإحتياطاً وتحريراً، واستنباطاً وتقريراً.وقد شَهِدَ له...
يُعتبَرُ (صحيحُ الإمام البخاريّ) أجلّ كُتُبِ الإسلام، وأفضلَها بعد كتابِ الله تعالى، كيف لا، وهو أصحّ الكتبِ المؤلَّفةِ في هذا الشأن، وأجلّها نقلاً ورواية، وفهماً ودرايةً، وأكثرها تعليلاً وتصحيحاً، وضبطاً وتنقيحاً، وإحتياطاً وتحريراً، واستنباطاً وتقريراً. وقد شَهِدَ له بالبراعة والتقدمِ الصناديدُ العظامُ، والأفاضلُ الكرامُ. حيث قال عنه مُصنِّفُه ـ رحمه الله ـ: أخرجتُ هذا الكتابَ من نحو ستِّ مئةِ ألفِ حديثٍ، وصنفته في ست عشرةَ سنةً، وجعلته حجةً فيما بيني وبين الله، وما أدخلت في (الجامع) إلا ما صحّ، وتركت من الصِّحاح لأجل الطّول. ومن هنا اعتنى المحققون بشروح هذا السفر الجليل عنايةً خاصةً في "موسوعة شروح السنَّة النبوية" حيث تناول في تحقيقهم جملةً من الشروح النَّفيسة، ومن بين تلك الشروحِ شرحُ الإمامِ المتفنِّنِ شمس الدين البرْماويِّ المرسوم بــ"اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح" والذي يُطبع لأول مرة مقابلاً على أربع نُسخ خطيَّة، معتمدة في مُجْمَلها في الضَّبط والتوثيق، جمع فيه الإمام البرْماويُّ بين شرحي الإمامين الكبيرين الكرمانيِّ والزركشي على البخاريِّ بإختصار، وحذف الكثير ممَّا وقعَ فيهما من التكرار، ونبه على ما قد يظهرُ أنَّه وهمٌ أو خلافُ الراجحِ المُختار.