هذا كتاب جمعته المؤلفة بين صبا نجد ونسيم الحجاز، فهي زبيرية الأصل، مكية المهاجر والوفاة، علم من أعلام مكة، فضلاً عن كونها علماً ن أعلام حنابلتها. وهي: الشيخة الفقيهة: فاطمة بنة حمد الفضيلية، الزبيرية، المكية، الحنبلية، المعروفة بالشيخة الفضيلية. ولدت في "الزبير" من أعمال...
هذا كتاب جمعته المؤلفة بين صبا نجد ونسيم الحجاز، فهي زبيرية الأصل، مكية المهاجر والوفاة، علم من أعلام مكة، فضلاً عن كونها علماً ن أعلام حنابلتها. وهي: الشيخة الفقيهة: فاطمة بنة حمد الفضيلية، الزبيرية، المكية، الحنبلية، المعروفة بالشيخة الفضيلية. ولدت في "الزبير" من أعمال العراق، ونشأت بها. وأخذت عن الشيخ إبراهيم بن ناصر بن جديد: التفسير، والحديث، والأصلين، والفقه، وقرأت على غيره كثيراً. تعلمت الخط من صغرها، فأتقنته، وكتبت كتباً كثيرة في فنون شتى، وخطها كان معروفاً بأنه حسن، منور، مضبوط. جمعت كتباً كثيرة جليلة في سائر الفنون، ووقفتها على طلبة العلم من الحنابلة. وعرف لها من المصنفات: شرح على "صحيح مسلم"، وحاشية على "الروض المربع". أما كتابها هذا، فهو "مختصر الغالب من متن دليل الطالب". بينت في مقدمته أسباب تأليفها له، وطريقتها فيه، فقالت: "فلما رايت الهمم قد تقاصرت، والرغبة تنافرت، ووجدت أولاداً صغاراً، يميلون إلى الكتب القصار، فخطر ببالي أن أختصر "متن الدليل" المنسوب للشيخ مرعي الكرمي، على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، لأن مسائله مجزوم بصحة الفتوى بها عند المرجحين من أئمة المذهب". وقد سارت فيه على طريقة متوسطة جيدة، لكن الأجل حال بينها وبين إتمام مرادها، فقد توفيت قبل إتمام العمل، كما بينت ذلك ناسخة هذا الكتاب شائعة بنت عبد الله البخارية في خاتمة النسخة، فقالت: "هذا آخر ما اختصرته من الكتاب شيختنا فاطمة بنت حمد الله الفضيلية، ولم تكمله، نظراً لمرضها، وقد نقلته عن نسختها التي كتبتها بخطها، وهي المسودة، التي وصلت بها لهذا الموضع من أول الكتاب، وكان الفراغ من نقله ونسخه في اليوم الرابع من شهر رمضان المبارك سنة سبع وأربعين ومئتين وألف بأوقات متفرقة... نبذة الناشر: لقد كان من دواعي الأسف أنه لم يتم خلال المدة الماضية من القرن الأخير بروز اهتمام واضح بإحياء ونشر وإشاعة التراث الخاص بالمؤلِّفات المسلمات عبر القرون الأربعة عشر الماضية من تاريخ الحضارة الإسلامية العريقة. ولم يكن هذا الإهمال متعمداً، وإنما هو شيء لم تدرك أهميته وضرورته في بيان وجه من الوجوه المشرقة النيرة لهذه الأمة المسلمة. أضف إلى هذا: أنه لم يتم رصد النشاط العلمي الذي قامت به جمهرة واسعة من النساء في التدريس والإقراء والسماع والإجازات. وهذا الكتاب يأتي في هذا النسق من الاهتمام، لمؤلِّفةٍ جمعت بين صبا نجد ونسيم الحجاز، فهي زبيرية الأصل، مكيَّة المهاجر والوفاة، علم من أعلام مكة، فضلاً عن كونها علماً من أعلام حنابلتها. وقد جاء تأليف هذا الكتاب في وقت تقاصرت فيه الهمم، وتنافرت الرغبة، وأصبح كثير من الناس يميلون إلى الاختصار، وقد سارت فيه مؤلفته على طريقة متوسطة جيدة، لكن الأجل حال بينها وبين إتمام مرادها، فقد توفيت قبل إتمام العمل. ولقد قام المحقق بخدمة هذا المختصر الجامع المانع، حيث ضبطه بالشكل التام، وفصله إلى فصول ورقمها، واعتنى بتفقيره، وختمه بفهرس شامل لموضوعاته. ينصح به: كل طالب علم رامَ المختصرات، من متون العلوم المهمة؛ ليسهل عليه استحضار المسائل العلمية؛ ولقول مؤلفته في حقه : ((لأن مسائله مجزوم بصحة الفتوى بها عند المرجحين من أئمة المذهب)).