قال الحافظ قطب الدين الحلبي: ((قيل: إنه لم يتكلم على الحديث من عهد الصحابة إلى زماننا مثل ابن دقيق العيد، ومن أراد معرفة ذلك، فعليه بالنظر في القطعة التي شرح فيها ((الإلمام))، فإن جملة ما فيها: أنه أورد حديث البراء بن عازب: ((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع، ونهانا عن سبع،...
قال الحافظ قطب الدين الحلبي: ((قيل: إنه لم يتكلم على الحديث من عهد الصحابة إلى زماننا مثل ابن دقيق العيد، ومن أراد معرفة ذلك، فعليه بالنظر في القطعة التي شرح فيها ((الإلمام))، فإن جملة ما فيها: أنه أورد حديث البراء بن عازب: ((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع، ونهانا عن سبع، واشتمل على أربع مئة فائدة)). وقيمة هذا السَّفر الجليل تتجلى لمطالعه حالما ينظر فيه، فقد أسفر فيه المؤلف عن نكت وفوائد بديعة، وأورد فيه من النوادر والمباحث الدقيقة ما يأخذ بالألباب. وأوضح فيه منهجاً سليماً قوياً في كيفية الاستدلال والاستنباط من السنة والكتاب، وأبرز فيه من التقريرات والتوجيهات الأصولية ما انفرد به عن نظرائه، وفاق كثيراً من قرنائه. إن كتاباً أربت موارده على المئتين والثلاثين من أمهات كتب الإسلام، اعتمد مؤلفه عليها في أواخر القرن السابع الهجري، لجدير بالوقوف عليه. وإن كتاباً قاربت فوائده الثلاثة آلاف فائدة ومسألة، لحقيق أن ينظر في ما حواه، و أن يُنْعَم النظر في فحواه. هذا وقد اضطلع محققه بأعباء تصحيح نصوصه وتقويمها، وتخريج أحاديثه وآثاره وأشعاره وغيرها، معتمداً على ثلاث نسخ خطية للكتاب، ثم قدم له بفصلين، اشتمل أولهما على ترجمة الإمام ابن دقيق رحمه الله، وكان الآخر لدراسة الكتاب. وفي كلٍّ منهما مباحث وفوائد متنوعة ،ثم ذيَّل الكتاب بعشرة فهارس متنوعة جِدُّ مفيدة لمطالع الكتاب.