يعدّ هذا الكتاب من أجَلِّ شروح كتاب (الهداية) للإمام العلامة برهان الدين المرغيناني، ومن أهمِّ كُتُب الفقه الحنفيِّ وأفضلِ مراجعه. قال ابن تَغْرِي بَرْدِي: وهو غايةٌ في الحُسْنِ، بل لم يُعمَلْ عَلَى (الهداية) مثلُه.وقد شرع مؤلِّفُه في كتابته سنة 829هـ، عند ابتداء إقرائه لبعض...
يعدّ هذا الكتاب من أجَلِّ شروح كتاب (الهداية) للإمام العلامة برهان الدين المرغيناني، ومن أهمِّ كُتُب الفقه الحنفيِّ وأفضلِ مراجعه. قال ابن تَغْرِي بَرْدِي: وهو غايةٌ في الحُسْنِ، بل لم يُعمَلْ عَلَى (الهداية) مثلُه. وقد شرع مؤلِّفُه في كتابته سنة 829هـ، عند ابتداء إقرائه لبعض إخوانه؛ ليكون عدّةً لطالبي الرواية، ومرجعاً لِصارِفِيِّ العناية في طلب الهداية، إلا أنه لم يكمله، حيث توفي ـ رحمه الله ـ قبل أن يتمّه، ووصل فيه إلى (كتاب الوكالة)، فشرح الأوراق الأولى منه، إلى قول صاحب (الهداية): (والعقد الذي يعقده الوكلاء على ضربين)، وقد قام الشيخ شمس الدين أحمد بن قودر، المعروف بقاضي زاده، المُتوفَّى سنة (988هـ) بإكماله، فابتدأ بشرحه من أول (كتاب الوكالة) إلى آخر الكتاب، وسماه: (نتائج الأفكار في كشف الرموز والأسرار). وقد تضمنت هذه الطبعة هذين الشرحين معاً؛ (فتح القدير لابن الهمام، وتكملته نتائج الأفكار لقاضي زاده) والمؤلِّف هو: محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد السيواسي ثم الإسكندري، كمال الدين، المعروف بابن الهمام (790-861هـ)، إمامٌ من عُلَماءِ الحنفيّة، عارفٌ بأصول الديانات والتفسير والفرائض والفقه والحساب واللغة والموسيقى والمنطق. أصْلُه من سيواس، وُلِد بالإسكندرية، ونبغَ في القاهرة، وأقام بحلب مدة، وجاور بالحرمين، ثم كان شيخ الشيوخ بالخانقاه الشيخونية بمصر، وكان معظَّماً عند الملوك وأرباب الدولة، توفي بالقاهرة.