إن المكتبة العربية والإسلامية زاخرة في كشف أغوار ما غرب عن فهم الناس في هذا العصر المتلاطم الأمواج، وبدخول الحاسب الآلي لآفاق حياتنا، زاد من إنتشار تلك المصنفات، ولكن لا يستغني أيٌّ منا من إمتلاك كتابٍ يكون مؤنسه في منزله وحافلته، وذهابه وإيابه.وقد قيَّضَ الله تعالى لحفظ...
إن المكتبة العربية والإسلامية زاخرة في كشف أغوار ما غرب عن فهم الناس في هذا العصر المتلاطم الأمواج، وبدخول الحاسب الآلي لآفاق حياتنا، زاد من إنتشار تلك المصنفات، ولكن لا يستغني أيٌّ منا من إمتلاك كتابٍ يكون مؤنسه في منزله وحافلته، وذهابه وإيابه.
وقد قيَّضَ الله تعالى لحفظ هذا الدين علماء أجلاء أَعْرَبُوا القرآن الكريم، والتمسوا غرائبه؛ تسهيلاً وتيسيراً، لتكتمل عند الخلف مسيرة السلف؛ تكثيراً لصيغ التفاهم والفهم والإستيعاب.
ومن هذا المنطلق؛ قامت معاجم الغريب بتبيين ما يشكل فهمه على أبناء أمتنا والنشء الصَّاعد في خضم الحياة المعاصرة، ومن تلك المعاجم: كتاب "غريب القرآن" للإمام قاسم بن قطلوبغا الذي تخرج في مدرسة الحياة على أيدي قامات ترفع الهامات إليهم، وتتطأطأ الجباه للجلوس بين يديهم.
وهو كتابٌ لطيف، يُقَرّب ما استشكل فهمه، ويوضح ما أبهم معناه، وتقع أهمية هذا الكتاب بإحتوائه على جهود علماء اللغة، وما أضافه المؤلف الذي اشتهر في كل فنٍّ بتميّز وفهم.
ويبرز جهد المصنف بجمعه بين مصنفين لإمامين عَلَمين اتبع كل منهما طريقة مختلفة في ترتيب كتابه، مما أضفى عليه رحيقاً مميزاً، وساعد على إضافات من فكر ابن قطلوبغا، وزوائد غابت عن أذهان سابقيه.
وقد اعتمد على كتابين في إنجاز عمله هذا، وهما: 1-"البيان في غريب القرآن" لإمام الفرغاني، 2-"تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب" لأبي حيان الأندلسي.