يبحث الدكتور خليل محمد أيوب في كتابه هذا أسلوب الحوار في الحديث النبوي حيث وجد أن الحوار كثيرٌ في الكلام النبوي، وله قدرةٍ على التأثير في قارئه، حتى إنَّ من ينقطع إليه ويعيش بين حروفه وكلماته يخامره إحساس بانهدام سلطان الزمان، وكأنَّه ينتقل به عشرات القرون إلى الوراء ليعيش...
يبحث الدكتور خليل محمد أيوب في كتابه هذا أسلوب الحوار في الحديث النبوي حيث وجد أن الحوار كثيرٌ في الكلام النبوي، وله قدرةٍ على التأثير في قارئه، حتى إنَّ من ينقطع إليه ويعيش بين حروفه وكلماته يخامره إحساس بانهدام سلطان الزمان، وكأنَّه ينتقل به عشرات القرون إلى الوراء ليعيش الكلامَ النبوي، وكأنَّه يُلقى عليه للتَّو، فيرى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في كلامـه يشتدُّ حيث تلزم الشدّة، ويلين حيثُ يَحْسُنُ اللين، ويراه يحاور الأصحاب ويسألهم، ويرى الأصحاب يتحلقون حوله، كلٌّ منهم يحرص على التقاط ما استطاع من درر كلامه الماتع الشَّريف. ومما يميز هذا الأسلوب الشريف ما يضطلع به من إسهامٍ كبيرٍ في بناء الإنسان المسلم وبناء المجتمع المسلم؛ إذ أنّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يلتزم به في أحوال الدّين والدّنيا، وفي كلِّ أموره صغيرها وكبيرها، فكان يعلِّم به ويثقِّف، ويربـِّي ويبني، ويحاور ويحاجج. من أجل ذلك، حاور المؤلف نصوصَ النبوة مستنطقاً بنيانها ولغتها، ثم كشف عن مولدات الحوار النبوي وأنواعه، ودرس خصائصه ووظائفه، وأستكشف أحوال الحوار وهيآته، وما يقوم عليه، وما يرمي إليه، وكيف كان يتشكل؟ وما الذي كان يدفع إليه؟ وما خصائصه وما أنواعه؟ وكيف كانت العلاقة بين طرفيه أو أطرافه؟ وكيف كانت تلتقي نصوصه؟ وكيف كانت تفترق؟ ومن أجل ماذا كان اللقاء؟ ومن أجل ماذا كان الافتراق؟ وأستكشف كيف كانت تقوم المعاني في نفوس أصحابها؟ وكيف كانت تُرَتَّبُ على وَفْق هذا الترتيب؟ وفتش عن المعاني القريبة والبعيدة، ودرس ما داخل الجملة والجمل من علاقات وروابط، منتقياً فيما طال من الحوارات ماله أثر مهمٌّ في بنائها. وبناءً عليه، قسم المؤلف دراسته على أربعـة فصول تتبعها خاتمـة، ويتقدمها تمهيد ومقدمة، وقد عرض في التمهيد لجملة من القضايا نذكر منها: مفهوم الحوار، رواية الحوار النبوي بين اللفظ والمعنى، لحوار النبوي بين الحض علـى السؤال والنهي عنه، وما ترتب على النهي، ثم درس في الفصل الأول: (مولدات الحوار القولية والفعلية في الحديث النبوي)، ثم درس في الفصل الثاني: (أنواع الحوار في الحديث النبوي)، ودرس في الفصل الثالث: (خصائص الحوار في الحديث النبوي)، وأمَّا الفصل الرابع فدرس فيه: (وظائف الحوار في الحديث النبوي)، ثم توجى كل ذلك بخاتمة أودعها قلب العمل وعصارته، وأبرز ما اهتدى إليه، ووقف عليه.