إن علم الحديث النبوي الشريف من أجلِّ العلوم قـدراً، وأسماهـا شرفاً وذكراً، فهو المصدر الثاني بعد الكتاب العزيز في ديننا الحنيف، وبه تعلم تفاصيل أحكام الشرع الشريف، فلذلك عكف علمـاء الأمة على خدمته، وحفظه وتدوينه وروايته، والاعتناء برجالـه وتصحيحه وتضعيفه، وشرحه وترتيبـه...
إن علم الحديث النبوي الشريف من أجلِّ العلوم قـدراً، وأسماهـا شرفاً وذكراً، فهو المصدر الثاني بعد الكتاب العزيز في ديننا الحنيف، وبه تعلم تفاصيل أحكام الشرع الشريف، فلذلك عكف علمـاء الأمة على خدمته، وحفظه وتدوينه وروايته، والاعتناء برجالـه وتصحيحه وتضعيفه، وشرحه وترتيبـه وتصنيفه، كما أحكم الحفاظ والمحدثون توثيقه بمنظومة من القوانين والقواعد التي لا يرقى إليها كل ما عرفته البشرية من وسائل الإثبات على مرِّ التاريخ. وتعد مدينة دمشق من أهم الحواضر الإسلامية وأعظمها تاريخاً وحضارة، وعني الدارسون بها من جوانب كثيرة، وكتب المؤرخون قديماً وحديثاً في تراجم رجالها من الفقهاء والمحدثين والمفسرين، والنحويين والأدباء والشعراء، والحكام والوزراء، واشتغل الباحثون المعاصرون بدراسة تاريخ المدينة من النواحي السياسية والعمرانية والاجتماعيـة والاقتصادية، إلا أن الدراسات التحليلية للنهضة العلمية في دمشق على مرِّ العصور بقيت قليلة، لاسيما فيما يتعلق بنشاطها الحديثي رواية أو دراية أو تصنيفاً. من هنا، قام المؤلف عمر النشوقاتي بدراسة جهود علمـاء دمشق في الحديث الشريف في العصر العثماني لقلة الجهود العلميـة التي بُذِلَتْ فيه، مستعيناً بكتب التراجم للفترة العثمانيـة، وكتب الحوادث واليوميـات والرحـلات الواقعـة في العصر العثمانـي، وكتب الأثبـات والمشيخـات، والإجازات العلمية الصادرة عن علماء دمشق لتلاميذهم، أو الإجازات التي حصل عليها الطلبة الدمشقيون من غيرهم ليستطيع الباحثُ من خلالها رصدَ الحركة العلمية رصداً دقيقاً.