من المعلوم عند القاصـي والداني والسلف والخلف أن الصحيحيـن هما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى، وقد تلقتهما الأمة سلفا وخلفا بالقبول، وحكموا لهما بالصحة إجمالاً، وأنهما أعلى مراتب الصحة بين كتب الحديث. قال الإمام النووي في (شرح مسلم): اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب...
من المعلوم عند القاصـي والداني والسلف والخلف أن الصحيحيـن هما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى، وقد تلقتهما الأمة سلفا وخلفا بالقبول، وحكموا لهما بالصحة إجمالاً، وأنهما أعلى مراتب الصحة بين كتب الحديث. قال الإمام النووي في (شرح مسلم): اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيـز الصحيحان: البخاري ومسلم، وتلقتهما الأمة بالقبـول، وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد ومعارف ظاهرة وغامضة، وقد صح أن مسلما كان يستفيد من البخاري ويعترف بأنـه ليس له نظير في علم الحـديث، وهذا الذي ذكرناه من ترجيح البخاري هـو المذهب المختار الذي قاله الجماهير وأهل الإتقان والحذق والغوص على أسرار الحديث. وذهب بعض المغاربة إلى ترجيح مسلم على البخاري، ووجه ذلك الجمهور بما يرجع إلى حسن الترتيب والسياق وجودة الوضع، وتوقف البعض في الترجيح بينهما،