ن الفقه أشرف العلوم قدراً، وأعظمها أجراً، وأتمها عائدة، وأعمها فائدة، وأعلاها مرتبة، وأسناها منقبة، يملأ العيون نوراً، والقلوب سروراً، والصدور انشراحاً، ويفيد الأمور اتساعاً وانفتاحاً. هذا لأن الاستقرار على سنن النظام والاستمرار على وتيرة الاجتماع والالتئام، إنما هو...
ن الفقه أشرف العلوم قدراً، وأعظمها أجراً، وأتمها عائدة، وأعمها فائدة، وأعلاها مرتبة، وأسناها منقبة، يملأ العيون نوراً، والقلوب سروراً، والصدور انشراحاً، ويفيد الأمور اتساعاً وانفتاحاً. هذا لأن الاستقرار على سنن النظام والاستمرار على وتيرة الاجتماع والالتئام، إنما هو بمعرفة الحلال من الحرام، و التمييز بين الجائز والفاسد في وجوه الأحكام. بحوره زاخرة، ورياضه ناضرة، ونجومه زاهرة، وأصوله ثابتة وفروعه نابتة، لا يفنى بكثرة الإنفاق كنزه، ولا يبلى على طول الزمان عزه. وإن المشايخ الكرام قد ألفوا فيه ما بين مختصر ومطول من متون وشروح وفتاوى، واجتهدوا في المذاهب والفتوى وحرروا ونقحوا، شكر الله سعيهم. وهذا الكتاب هو أحد تلك المؤلفات التي حوت مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى، الجامع بين الأصولين والفروع، المرتب على ثلاثة أقسام: 1 ـ أصولِ الدين.،2 ـ وأصول الفقه.، 3 ـ وفروع الأحكام. أما أصولاه ففصولٌ مؤصَّلة، وأبوابُ كتب فروعه أصول مفصلة، مشحونة بثمراتها، مقرونة بأخواتها، محفوظة فيها أقوالُ المشايخ حسب الإمكان؛ ليكون أقرب إلى الخروج عن عُهدة ما يكون بما كان.