من بين الجلَّة من العلماء والمصنفين في القرن الثامن الهجري يبرز الإمام ابن كثير من مدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظين المزي والذهبي وغيرهم. ولابن الكثير في علوم الحديث والفقه والتفسير القدمُ الراسخة، والمؤلفاتُ النافعة.ويأتي كتابه "الأحكام الكبير" في مقدمة إبداعات...
من بين الجلَّة من العلماء والمصنفين في القرن الثامن الهجري يبرز الإمام ابن كثير من مدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظين المزي والذهبي وغيرهم. ولابن الكثير في علوم الحديث والفقه والتفسير القدمُ الراسخة، والمؤلفاتُ النافعة. ويأتي كتابه "الأحكام الكبير" في مقدمة إبداعات كتاباته، ولو قدِّر له التَّمام لكان على رَتْوَةٍ من كتب الأحكام. فقد عزم فيه على ذكر الأحكام الفقهية بدلائلها الحديثية، وسوق الأسانيد والطرق والوجوه، والترجيح بينها، والكلام عنها، وما يعول عليه، وذكر آراء المذهب، وغير ذلك. وقد وصلنا منه الجزء الثالث، وظهر فيه تحريرات الإمام ابن كثير وترجيحاته وتنبيهاته، وبراعته في إيراد الأحاديث واستحضارها، ودقة بحثه وشموليته. وبرز فيه التحقيقات الباهرة لمسائل عويصة ـ هي أعلام المسائل وعيونها ـ؛ كمسألة الجهر بالبسملة في الصلاة، والحروف السبعة، وغيرهما.كما أفاد فيه في معرفة أحوال الرجال ـ صحة وضعفاً، قبولاً ورداً ـ وأسمائهم وألقابهم. ولا بد من التنبيه إلى أهمية هذه القطعة والتي قد كتبت في حياة مؤلفها سنة (770هـ)، والتي ربما كانت عزيزة الوجود بأيدي أهل العلم من بعد الحافظ ابن كثير وحتى زماننا هذا.