إن تلاقح الثقافات الوافدة والثقافة العربية الإسلامية بدأ يعطي ثماراً ناضجة في بداية القرن الرابع الهجري، فظهرت كتب تأثَّر أصحابها بالثقافة الوافدة، وأن القرنين الرابع والخامس الهجريين شهدا ظهور أبرز النُّقَّاد التطبيقيين، وفيهما صُنِّفت أهمُّ الدراسات التطبيقية في...
إن تلاقح الثقافات الوافدة والثقافة العربية الإسلامية بدأ يعطي ثماراً ناضجة في بداية القرن الرابع الهجري، فظهرت كتب تأثَّر أصحابها بالثقافة الوافدة، وأن القرنين الرابع والخامس الهجريين شهدا ظهور أبرز النُّقَّاد التطبيقيين، وفيهما صُنِّفت أهمُّ الدراسات التطبيقية في التراث النقدي. والنقد التطبيقي فنٌّ من فنون العلم، يعرف بفنِّ دراسة النصوص، والتمييز بين الأساليب المختلفة. وتتناول هذه الدراسة جانباً من جوانب النقد العربي، فترصد زاوية محددة من ميدان الحركة النقدية في القرنين الرابع والخامس الهجريين، والهدف العام من ذلك هو أن تؤصِّل هذا النوع من النقد، وتكشف عن أنشطة النقاد المختلفة، في إطار من الوصف والتحليل والتركيب والمقارنة، بما يخدم نقدنا العربي القديم. ولا ريب في أن اقتصار البحث على مدة معينة من تراثنا النقدي العربي الواسع يجنبه الوقوع في مغبّة التعميم والتعسّف في إطلاق الأحكام، على أن هذا لا يعني أن البحث قد أحاط بالنقد التطبيقي عند العرب في بيئاتهم المختلفة في هذين القرنين، وبحسب هذه الدراسة أنها ألقت الضوء عليه من خلال أمثلة ونماذج تحكم غيرها.