صدرُ هذه الرسالة - كما ورد في مصادرها - يُعرّفُ بها أوضحَ تعريف، فهي رسالةُ طلبِ علمٍ من المتوكّل رحمه الله، سأل بها الإمامَ أحمدَ ابنَ حنبل أن يُفيدَهُ مما يعرفُ، وهو إمامُ أهل السنة، ومرجعُ علمائها وفقهائها في زمانه.تبتدئ الرسالة بالآتي: كتب عُبَيدُ الله بنُ يحيى بنِ خاقان...
صدرُ هذه الرسالة - كما ورد في مصادرها - يُعرّفُ بها أوضحَ تعريف، فهي رسالةُ طلبِ علمٍ من المتوكّل رحمه الله، سأل بها الإمامَ أحمدَ ابنَ حنبل أن يُفيدَهُ مما يعرفُ، وهو إمامُ أهل السنة، ومرجعُ علمائها وفقهائها في زمانه. تبتدئ الرسالة بالآتي: كتب عُبَيدُ الله بنُ يحيى بنِ خاقان إلى أبي يخبره: أن أمير المؤمنين أطال الله تعالى بقاءه - يعني: المتوكّل - أمَرَني أن أكتُبَ إليكَ كتاباً أسألُكَ عن أمر القرآن الكريم: لا مسألةَ امتحان، ولكِنْ مسألةَ معرفةٍ وبصيرَة!... فأملى عليَّ أبي رحمه الله إلى عُبيدِ الله بنِ يحيى وحدي ما معي أحد... وروى الخلال في "السنة" عن أبي بكر المروذيّ عن الإمام أحمدٍ قال: قد كتب إليّ - يعني: المتوكّل - يسألني عن القرآن الكريم. فكتبتُ إليه أنّه ليس بمخلوق، واحتججتُ من القرآن الكريم، فقرأه عليّ أبو عبد الله، وقال الخلال: وأخبرنا المروذي في موضع آخر قال: قلتُ لأبي عبد الله أحمدَ بن حنبل: أجبتَ في القرآن الكريم غير مخلوق في الرسائل التي وردت عليك من الخليفة؟... قال: نعم! قد كتبتُ إليه - يعني إلى عبيد الله بن يحيى بن خاقان، فقرأ عليّ أبو عبد الله -: كتبتُ إليك بالذي سأل عنه أمير المؤمنين... وقد قال الحافظ ابن كثير في ترجمة الخليفة المتوكل العباسي في موسوعته الفُضلى "البداية والنهاية": وقد كتَبَ الخليفةُ إلى أحمدَ يسألُهُ عن القول في القرآن الكريم سؤالَ استرشادٍ وإستفادة، لا سؤال تعنٌّتٍ ولا إمتحانٍ ولا عنادٍ. فكتب إليه أحمدُ رحمه الله رسالةً حسنةً فيها آثارٌ عن الصحابة وغيرهم، وأحاديثُ مرفوعة. وقد أوردَهَا ابنُهُ صالحٌ في "المحنة" التي ساقها، وهي مرويّةٌ عنه، وقد نقَلَهَا غيرُ واحدٍ من الحُفّاظ.