إن الملائكة عليهم السلام صلة قوية بالإنسان قبل مولده، وأثناء حياته وعند مماته، وفي داره البرزخية وعند البحث والحياة الآخرة ولهم في كل تلك المراحل أعمال يقومون بها، إلا أن مع أهمية الإيمان بالملائكة عليهم السبلام إلا أننا نجد الكثير من المسلمين لا يهتمون بتفاضل الإيمان بهم وإنما يكتفون بكلمات عامة يطلقونها أو يذهب إهتمامهم بالكتب الأخرى التي تتحدث عن الشياطين والجن والسحر، والعين والحسد... إلخ.
من هنا، اهتم هذا الكتاب بالمعرفة التفصيلية بالملائكة لأنها ترسخ الإيمان بهم وتعمقها وتجدد المحبة والمودة والصحبة مع عباد الله تعالى الأبرار الذين لا يعصون الله عزّ وجلّ ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، والذين تربطنا بهم تحقيق العبودية الخالصة لله عزّ وجلّ خالقنا العظيم جلّ في علاه.
هذا وقد تم تقسيم الكتاب إلى مباحث، منها: المبحث الأول: ويتحدث عن تعريف الملائكة وحقيقتهم، ومادة خلقهم، ومنزلة الإيمان بهم، وهل كان إبليس من الملائكة؟، وفي المبحث الثاني: تكلم المؤلف عن صفاتهم الخَلقية والخُلقية.
وأشار المؤلف في البحث الثالث إلى عددهم وأسمائهم، ووضح الأسماء المنسوبة للملائكة والتي لم تصح تسمية الملائكة بها، ثم أفرد في المبحث الرابع: لعبادة الملائكة، فكان الحديث عن إيمانهم بالله عزّ وجلّ وشهادتهم بالتوحيد، وتسبيحهم لله عزّ وجلّ، ودعائهم للمؤمنين وعن ولاء الملائكة للمؤمنين، في حين فصل البحث الخامس: أعمال الملائكة، المتعلقة ببني الإنسان، وفي المبحث السادس كان الحديث عن مكائد الشيطان في مسائل الإيمان بالملائكة، كإنكارهم وعبادتهم وتقديسهم، ثم تكلم المؤلف في المبحث السابع عن المفاضلة بين الملائكة والبشر، وحقوق الملائكة على بني آدم، وأثر الإيمان بالملائكة في حياة الإنسان.