كتاب (الصارم المسلول على شاتم الرسول) ألفه شيخ الإسلام ابن تيمية بعد حادث حدث في أيامه، فرأى أن أدنى ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الحق عليه أن يذكر ما شرع الله تعالى من العقوبة لمن سبَّ نبيه من مسلم أو كافر، وأن يذكر توابع ذلك، ذكراً يتضمن الحكم والدليل، وينقل ما حضره في ذلك من الأقاويل.
ويردف القول بحظه من التعليل، وبيان ما يجب أن يكون عليه التعويل، لأن أدنى ما أوجب الله تعالى على المسلم تعزيز رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصره، وإيثاره بالنفس والمال في كل موطن، وحفظه وحمايته من كل مؤذ، وإن كان الله تعالى قد أغنى رسوله عن نصر الخلق إياه.
وقد رتب شيخ الإسلام الكتاب على أربع مسائل:
الأولى: في أن السابَّ يقتل، سواء كان مسلماً أو كافراً.
الثانية: في أن يتعين قتله وإن كان ذمياً.
الثالثة: في حكمه إذا تاب.
الرابعة: في بيان السبّ، وما ليس بسبّ، والفرق بينه وبين الكفر.
وبعد فهذا كتاب (الصارم المسلول على شاتم الرسول) وبحسبك أنه من تصانيف شيخ الإسلام ابن تيمية الذي يكتب فلا يدع فيما يكتب مجالاً لقائل، وهي أعلى قدراً وأرفع منزلة من أن ينوه بها أو يشاد بذكرها.