ما أن يولد دستور في دولة أقل تطور وديمقراطية، أو سائرة توا على طريق الديمقراطية، إلا وتتولى التقييمات المجردة عن ظروف ولادته تترى، وكثيراً ما يُهاجمه الفقه ورجال السياسة، ويذهل كلُّ منهم مغرداً بالنقد والتجريح، وكأن صانع الدستور دائماً يجهل ما يصنع، وما ينتج، وما يدون.لكن...
ما أن يولد دستور في دولة أقل تطور وديمقراطية، أو سائرة توا على طريق الديمقراطية، إلا وتتولى التقييمات المجردة عن ظروف ولادته تترى، وكثيراً ما يُهاجمه الفقه ورجال السياسة، ويذهل كلُّ منهم مغرداً بالنقد والتجريح، وكأن صانع الدستور دائماً يجهل ما يصنع، وما ينتج، وما يدون.
لكن المقيم غالباً ما يثبت وهو ينقد ما يراه هو في ظرف مثالي، وهو يجهل غالباً، لماذا دُوَن المصطلح؟... وكيف كتب؟... وما دواعي إنتقاء هذه العبارة دون غيرها.
من هنا، آلينا البحث في خفايا صناعة الدستور، متخذين من دستور جمهورية العراق لسنة 2005 أنموذجاً، لنكشف بعض ظروف صناعته، وخفايا إنتاجه، كيف ينصف صنّاعه، فالدستور وليد ظروف زمانه، أما ذلك الذي يُصنع مجرد عن الزمان والمكان وحاجات المجتمع، يولد جسد دون روح، ونص دون تطبيق، ويقيناً أن مثل هذا الدستور زواله أولى من حياته.