لشمول موضوع الإستقراء - في الآونة الأخيرة وبفضل الشهيد الصدر - مباحث شرعية كثيرة، تنوعت بين علم العقائد والفقه وأصوله والمنطق والفلسفة والرجال، بات أمرُ مراجعةِ حيثيات الإستدلال الإستقرائي من ضمن الوظائف الهامة التي يُفرَضُ إستيعابها على طلّاب العلوم الدينية، رغمَ ما...
لشمول موضوع الإستقراء - في الآونة الأخيرة وبفضل الشهيد الصدر - مباحث شرعية كثيرة، تنوعت بين علم العقائد والفقه وأصوله والمنطق والفلسفة والرجال، بات أمرُ مراجعةِ حيثيات الإستدلال الإستقرائي من ضمن الوظائف الهامة التي يُفرَضُ إستيعابها على طلّاب العلوم الدينية، رغمَ ما يكتنفها من مصاعبَ - إلى حدٍّ ما - متجذرةٍ في غرابةِ أوليّات علم الرياضيات على بعضهم؛ فقد استقلَّ تفسيرُ الدليل الإستقرائي بعد النهضة الأوربية مركباً جديداً، وانتفى يقينُ الأرسطيين، فاقتحمت نظريةُ الإحتمال الرياضية المجال الإستقرائي؛ لتعلنَ عن مديات الرياضيات الواسعة التي لا تقتصرُ على طلابها فقط، وإنما غدتْ بعضُ مباحثها رفيقةً يلزمُ إستصحابُها لكلٍّ مشتغلٍ بالفلسفة، لا سيما إذا أقررنا بما تقدم من أنَّ المعرفة الغربية فاقتْ في مجالاتٍ عدة معرفتنا، وصارَ اللحاقُ بها فرعَ إستيعاب مناهجِها العلمية. ولهذا، وبعدَ هذا التطور الذي شهدته وما زالت نظرية المعرفة بشكلٍ عام، أصبحَ الإهتمامُ بموضوعِ الإستقراء من أولياتِ ما يجبُ على طالبٍ العلوم الشرعية أن يتبعه باحثاً في جذورِهِ ومدى التطور الذي طرأهُ.