تؤكد دراسات الثقافة السياسية المنطلقة من منهج التحليل الثقافي على حيوية وأهمية الثقافة السياسية بإعتبارها قيم ومعايير سلوكية متعلقة بالأفراد في علاقاتهم مع السلطة السياسية وتتمحور حول إتجاهات وقناعات ومعتقدات ورموز ترتبط بالظواهر السياسية ومن بين مكوناتها الإطار...
تؤكد دراسات الثقافة السياسية المنطلقة من منهج التحليل الثقافي على حيوية وأهمية الثقافة السياسية بإعتبارها قيم ومعايير سلوكية متعلقة بالأفراد في علاقاتهم مع السلطة السياسية وتتمحور حول إتجاهات وقناعات ومعتقدات ورموز ترتبط بالظواهر السياسية ومن بين مكوناتها الإطار الفلسفي والتوجه العام نحو العمل والإحساس بالهوية، حيث يحتاج كل نظام سياسي إلى ثقافة سياسية تغذيه وتحافظ عليه، وهنا تتحدد العلاقة بين المواطن والسلطة، هل تقوم على المشاركة والمساءلة أم على الخوف والخضوع؟... وهنا يمكن التمييز بين النظامين الديمقراطي والإستبدادي، إرتباطاً بمفهوم الشرعية، وعديدة هي الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع ومن بينها: أين تكمن أهمية الثقافة السياسية في حياة المجتمع؟ هل تستوعب ثقافتنا السياسية تعددية حضارية تنظم حياتنا بصورة عقلانية؟ الثقافة السياسية للمجتمع وتحدي التحول نحو الديمقراطية؟... هذه القضايا وغيرها رصدتها بعمق في هذه الدراسة وسيجد القارئ الكريم دراسة علمية رصينة لمسارات التحول في الثقافة السياسية من خلال قراءة موضوعية للتطور التأريخي وتطوره عبر إعتماد المنهج العلمي في مجموعة من التقنيات والطرق المعممة لفحص الظواهر والمعارف المكتشفة أو لتصحيح وتكميل معلومات أو نظريات. والباحث في طروحاته القيمة أثبت أنه متحرر الفكر متنور التجربة وملتزم بقيم الإنسانية وعمل من أجل الربط بين دقة المعلومات وعمق التحليل والقدرة على إستخلاص النتائج المعللة لتأتي الحصيلة في هذا الجهد العلمي المتميز، وهي مهمة ليست يسيرة بتاتاً.