لقد اهتمت دراسات كثيرة بالنظام السياسي الأمريكي والمؤسسات الرسمية فيه تشريعية كانت أم تنفيذية، ورغم أن النظام الحزبي يعد واحداً من الاهتمامات أو الميادين التي تدرج تحت عناوين النظام السياسي وتدرس معه، إلا أنّ هناك قلّة في الدراسات الصادرة باللغة العربية التي تتناول موضوع...
لقد اهتمت دراسات كثيرة بالنظام السياسي الأمريكي والمؤسسات الرسمية فيه تشريعية كانت أم تنفيذية، ورغم أن النظام الحزبي يعد واحداً من الاهتمامات أو الميادين التي تدرج تحت عناوين النظام السياسي وتدرس معه، إلا أنّ هناك قلّة في الدراسات الصادرة باللغة العربية التي تتناول موضوع النظام الحزبي في الولايات المتحدة، بشكل عام وطبيعة ذلك النظام وآلية عمله بشكل خاص، أو تلك التي تتناول تفاعلاته الداخلية وتأثيراتها في دولة تعد مهمة لكل دول العالم بحكم قوتها وتشعّب علاقاتها. وتأتي هذه الدراسة لتكون اسهاماً يلبي حاجة ملحّة للتعرّف على طبيعة عمل هذا النظام في الانتخابات وفي تأثير على الرأي العام وفي صنع القرار السياسي. إن النظام الحزبي في أي دولة من دول العالم يأخذ بنظر الاعتبار ظروف الدولة التي يوجد فيها، الاقتصادية والسياسية، فهذه الظروف تجعل الأحزاب والحياة الحزبية وعمل الأحزاب ضمن المحتوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي للدولة والمجتمع. وفي هذه الدراسة تناول المؤلّف بالبحث والتحليل، خصوصية هذا النظام باعتباره واحداً من محرّكات النظام السياسي الأمريكي ومكوّناته المتفاعلة مع المجتمع والسلطتين التشريعية والتنفيذية. وللإحاطة بالموضوع تمّ تقسيم الدراسة، على أربعة فصول، فضلا عن المقدّمة والخاتمة، حيث تناول الفصل الأوّل منها نشأة الأحزاب الأمريكية ووظائفها. أمّا الفصل الثاني: فتناول أول ظاهرة في الحياة السياسية ألا وهي الرأي العام، وفيها رصد المؤلّف العلاقة بين الأحزاب وصناعة الرأي العام الأمريكي. أمّا في الفصل الثالث: فتناول ثاني ظاهرة في الحياة السياسية ألا وهي الانتخابات، حيث بيّن العلاقة بين الأحزاب والانتخابات الأمريكية. أمّا الفصل الرابع فقد تناول دراسة العلاقة بين الأحزاب وصنع القرار السياسي الأمريكي.