-
/ عربي / USD
من المقدّمة:
«بين القارئ الرجعي والشاعر الرجعيّ حلف مصيريّ. هناك إنسانٌ عربيّ غالب يرفض النهضة والتحرّر النفسيّ والفكريّ وإنسان عربيّ أقليّة يرفض الرجعية والخمول والتعصّب الدينيّ والعنصريّ ويجد نفسه غريبًا مقاتلاً ضحيّة الإرهاب وسيطرة الجهل وغوغائيّة النخبة والرعاع على السواء. وسط نار الرجعيّة المندلعة، الصارخة، الضاربة في البلاد العربيّة والمدارس العربيّة والكتّاب العرب، أمام أمواج السّم التي تغرق كلّ محاولة خروج، وتكسر كلّ محاولة لكسر هذه الأطواق العريقة الجذور، هل يمكن لمحاولة أدبيّة طريّة أن تتنفّس؟ إنّني أجيب: كلا. إنّ أمام هذه المحاولة إمكانين : فإمّا الاختناق وإمّا الجنون.
هل يمكن أن نخرج من النثر قصيدة؟ أجل. فالنظم ليس هو الفرق الحقيقيّ بين النثر والشعر.»
لا يعيش شاعر ضد قدره مثلما يعيش أنسي الحاج، الشاعر الذي استهل تجربته صارخاً بصوت مجروح ومتمرد "لن" ما زال يصرخ "لن" كأن حرق النصب هذا الذي يحمل بعداً مستقبلياً يختصر قدر هذا الشاعر الذي يحيا في المستقبل، شاعر لا ينام إلا بعد أن ينيم الليل ويطمئن إلى أن كوابيسه عبرت. شاعر لا يعرف معنى النهار بصخبه ورتابته وسأمه. لكن ليل أنسي الحاج الذي استحال "نهاراً" لايشبه ليل نوفاليس أو القديس يوحنا، ليله هو ليل الحياة نفسها، ليل العزلة والمواجهة، هذا تعبير واضح لشاعر ما زال يصرخ "لن".
يبدأ الشاعر مؤلفه بتساؤل هام، هل يمكن أن يخرج من النثر قصيدة؟، فيجيب أجل فالنظم ليس هو الفرق الحقيقي بين النثر والشعر. لقد قدمت جميع التراثات الحية شعراً عظيماً في النثر، ولا تزال. وما دام الشعر لا يعرف بالوزن والقافية، فليس أن يتألف من النثر شعر، ومن شعر النثر قصيدة نثر.
من قصيدة بعنوان [قواطع] يقول: "لحظة ألجئك إلى حبي أقلب اللحظة/ في وجهها الآخر أتسع، أستريح/ لوجهها الآخر فحوة/ أقعد فيها لأبدأ/ الأخذ يراقب اليد/ حدر ليغدر/ منطقي كدملة".
هكذا هو أنسي الحاج بكل قامته الإبداعية الغنية وعمله الصحافي، ما زال مأخوذاً بنشوة "لن" هذا الكتاب الذي ما زال سجاله أكثر من ألوف الكتب الصادرة بين حين وآخر...
يضم الكتاب ما يقارب الأربعون قصيدة بين شعر ونثر تصدح بكل ألوان الحياة والحب...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد