في عمله هذا يحاول الدكتور "عبد الله عيسى لحيلح" التأكيد أن هناك جدلية تاريخية في القرآن تتحرك ضمن نسق سنني ضابط يجعلها متفاعلة، ينتج لاحقها عن سابقها.ومن خلال فصول الكتاب السبعة يقرأ الكاتب التأويلات المختلفة التي جعلت هذا الطرف يشتط في التأويل ليثبت أن الإسلام ليبرالي...
في عمله هذا يحاول الدكتور "عبد الله عيسى لحيلح" التأكيد أن هناك جدلية تاريخية في القرآن تتحرك ضمن نسق سنني ضابط يجعلها متفاعلة، ينتج لاحقها عن سابقها. ومن خلال فصول الكتاب السبعة يقرأ الكاتب التأويلات المختلفة التي جعلت هذا الطرف يشتط في التأويل ليثبت أن الإسلام ليبرالي وجعلت ذاك الطرف يشتط في القراءة والتأويل ليطلع على الناس بمذهبية اليسار الإسلامي. يتناول الباحث الحركة التاريخية ليثبت أن التاريخ يمضي وفق سنن ونواميس، ولا مجال فيه للإعتباطية والمصادفة مشدّداً على أهمية الوعي التاريخي الذي يوصلنا إلى العلاقة الجدلية بين فلسفة التاريخ وفلسفة الحياة. في الفصل الأول يعتبر الكاتب أن الإنسان هو مركز الثقل، أو البنية التحتية في الحركة التاريخية، وأن مركز الثقل في الإنسان هو محتواه الفحوي ومجموع الإستعدادات والقابليات الفطرية جميعها تنتظم حول "مثل أعلى" هو الإله. أما الفصل الثاني فقد خصص لاستعراض طبقة المستكبرين، التي أفرزتها عملية الإختلاف والتفاوت، وأتبع هذا الفصل بفصل ثالث يستعرض طبقة المستضعفين، تناول فيه مفهوم الإستضعاف، ومجالاته ومقوماته، والمصطلحات التي تعبر عن المستضعفين في الخطاب القرآني. أما الفصل الرابع فتحدث عن التبعية ونشأة الجاهلية يرى فيها الكاتب مفهوم التبعية في الجاهلية إفراز طبيعي لشبكة العلاقات الإجتماعية الجائرة، ثم يتطرق إلى فكرة الإرشاد والتوجيه في مجتمع منحرف، أما الفصل الخامس فقد خصص لظهور النبي (ص) وتحدث فيه عن، ظهور النبي وطبيعته، وأخلاقه ولغته، ومحتوى رسالته، ووظيفته، وأسلوبه في الدعوة إلى الله. ثم الفصل السادس وكان تحت عنوان: النبي في مواجهة المستكبرين، وفيه يؤكد الكاتب أن النبوة ليست موقعاً طبقياً، وفيه عرض لمنهجية حوار النبي (ص) مع المستكبرين وأسلوبه ومواضيعه، أما الفصل السابع والأخير، فقد جاء تحت عنوان: الحركة النبوية من الإخراج حتى الدورات الثلاثة ويتناول فيها الكاتب موضوع الهجرة والجهاد والنصر، أما الدورات الثلاثة فيعني بها: حصول الهلاك، وتفكك المجتمع، وعودته إلى صورته البشرية الخام، لتبدأ دورة حضارية جديدة، ضمن نفس النسق السنني السابق ...