الصدمة والرعب (Shock & Awe) هو اسم الحملة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها على العراق في (20/3/2003)، ولهذه الحملة العسكرية أهمية بالغة الأثر على مستقبل العراق ومنطقة الشرق الأوسط وأمريكا، بل حتى على الصعيد الدولي.فهذه الحملة العسكرية الرهيبة في عدتها وعددها...

الصدمة والرعب (Shock & Awe) هو اسم الحملة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها على العراق في (20/3/2003)، ولهذه الحملة العسكرية أهمية بالغة الأثر على مستقبل العراق ومنطقة الشرق الأوسط وأمريكا، بل حتى على الصعيد الدولي.
فهذه الحملة العسكرية الرهيبة في عدتها وعددها والغريبة في تفاصيلها ومداخلاتها وذرائعها تعد أكبر حملة عسكرية يشهدها التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية.
فهذه الحرب تثير الكثير من الأسئلة والتساؤلات حول مدى شرعية هذه الحرب؟ ومدى إستنادها على قرارات الأمم المتحدة؟ وما دور مجلس الأمن الدولي فيها؟ وما هو الهدف من ورائها؟ وما الذرائع التي بنيت عليها؟ وما دور النظام العراقي في نشوب تلك الحرب؟ وما الأسلوب الذي اتبعته القوات المسلحة العراقية في مواجهة القوات الأمريكية وحلفائها؟ وما نهج القوات الأمريكية في تجسيد المذهب المسمى "بالصدمة والرعب"؟ وإذا كانت تلك الحرب قد نجحت في جانبها العسكري من إنهاء وجود النظام العراقي، فإن المشاكل التي ستورثها قد تكون أكبر من الحرب ذاتها، فما طبيعة النظام العراقي البديل؟ أسيكون نظاماً مركزياً قوياً.
وهذا أمر سيكون مرفوضاً من الجانب الإسرائيلي الذي يخشى الأنظمة القوية في المنطقة بإعتبارها خطراً دائماً يهددها ما لم تكن تلك الأنظمة موالية لها، أم سيكون النظام البديل قائماً على أساس الأقاليم المتعددة كأن يكون هناك إقليم في جنوب العراق، وآخر في وسطه، وثالث في شماله؟.
وهذا الأمر فيه محاذير أيضاً فهو مرفوض من جانب أبرز حلفاء أمريكا في المنطقة وهي تركيا التي ترى في إقليم شمال العراق تهديداً دائماً لمصالحها، فضلاً عن ذلك كله فإن دخول الولايات المتحدة الأمريكية إلى العراق عسكرياً له أثر دولي هام بعد أن أدركت روسيا وفرنسا وألمانيا إنفراد أمريكا بالقرار الدولي وفي شن الحرب وبالتالي قيادتها للعالم بمفردها لضمان مصالحها وما يمثله ذلك الحل العسكري من إنفراد الولايات المتحدة الأمريكية بعقود النفط العراقي، فكيف ستتعامل الدول الكبرى مع الواقع الدولي الجديد الذي ابتدعته أمريكا؟.
لذا جاءت هذه الدراسة للإجابة على تلك التساؤلات عبر تحليل القرارات والمواقف والأحداث ذات الصلة تحليلاً سياسياً قانونياً، واقتضت هذه الدراسة أن تأتي بواقع فصلين، جاء الأول ليبين مبررات الحرب على العراق والقرار الدولي الممهد لها والموقف منها، وقد توزع هذا الفصل على ثلاثة مباحث وضحنا في الأول مبررات الحرب على العراق، أما الثاني فجاء لبيان وتحليل القرار الدولي الممهد لتلك الحرب، أما الثالث فتضمن الموقف من القرار.
أما الفصل الثاني فخصص لبيان مقدمات الحرب على العراق ووقوعها وآثارها، وقد جاء هذا الفصل بثلاثة مباحث، خصص الأول لمقدمات الحرب، أما الثاني فتضمن وقوع الحرب على العراق، أما الثالث فبين آثار الحرب على العراق.