-
/ عربي / USD
هو إسحاق بن حسان بن قوهي، ذلك هو كل ما جادت به علينا المصادر من اسمه، أصله من مرور الشّاهجان، صُغديٌّ، جَزريٌّ، من نسل الأتراك.
ولقب بالخريمي لإتصاله بآلِ خُرَيم النّاعِم، في الشّام، وملازمتِهِ لهم، وكنيتُه أبو يعقوب.
ويبدو أن ظروفاً حياتيّةً صعبةً رحلت به إلى الجزيرة الفُراتيّةِ، حيثُ موطنُ آل خُريم، تلك الظروفُ التي أَوجزَها بقصيدةٍ جاء فيها: "أَدْرَكَتْني - وذاكَ أَوّلُ دَأْبي - بِسِجِسْتانَ حِرْفةُ الآدابِ".
وفي الجزيرة الفراتيّة اتّصلَ بِعُثمانَ وَعامر (أَبي الهيذام) ابن عُمارة بنِ خُريم، وبخُريم بنِ عامرِ بنِ عُمارة من بعدهما، ونلحظُ، من شِعرِهِ فيهم، أَنَّ اتّصالَهُ بِهِم كان وَثِيقاً، وذا أثَرٍ كبيرٍ في نفسِه.
وَبَعدَ وفاةِ خُريمِ بن عامرٍ اتَّجَهَ الخُريميُّ إلى بغدادَ، في أيَّامِ الرَّشيد، واتّصلَ بمن كان لهم شأنٌ في ذلك الحين، وكان من ضمنِ من اتَّصل بهم محمّدُ بنُ منصور بنِ زياد، وأبو عليّ الحسنُ بنُ التّختاخ كاتبُ الفضلِ بن يحيى البرمكيّ.
وفي بغداد شَهِدَ الخُريميُّ آثارَ الفتنةِ التي وقت بين الأَمينِ والمأمون، وما أصاب تلك المدينةَ من جرّائِها من دمارٍ وخرابٍ، فَأَشعلَ ذلك في نفسِهِ نارَ ألمٍ شَديدٍ، جَسَّدتهُ قصيدتُهُ الفريدة، المي مطلعُها.
قالوا: ولم يلعب الزمانُ ببغْــ دادَ، وتعثُرْ بها عواثِرُها وعمي الخُريميُّ بعد ما أسنَّ، وتوفي في سنة 214.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد