-
/ عربي / USD
الخنساء هي تُماطر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد، والخنساء لقبٌ غلب عليها وقد لقبت به تشبيهاً لها بالبقرة الوحشية في جمال عينيها. ومن المعروف أن الخنساء كانت من شواعر العرب المعترف لهن بالتقدم، فقد أجمع الشعراء ورواة الشعر القدماء على أنّه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها في الرثاء، وعدّوها في الطبقة الثانية.
وكانت الخنساء في أوّل أمرها تقول الشعر ولا كثر، حتى قُتل أخواها معاوية وصخر فخزنت عليهما حزناً شديداً، وخصوصاً على صخر، إذ كان أحبهما إليها، وذلك لما كان عليه من الحلم والجود، والتقدم في عشيرته، والشجاعة، وجمال الوجه، ففتق الحزن أكمام شاعريتها، فنطفت بشعر هو آهات نفس لائعة، ونفثات صدر متألم حزناً، ودموع قلب جريح. والقارئ لهذا الشعر وآهاته يقف على سذاجة معانيه وتكررها، ومغالاته في وصف حزنها، ومناقب أخيها صخر، فشعرها محبّب، قريب إلى القلوب، بما فيه من عاطفة صادقة، ملتهبة لوعة، وبما فيه من وفاء أخويّ صحيح. وهذا الكتاب يحتوي بني طياته ديوان الخنساء مرتباً على حروف الهجاء معنوناً بعناوين مستقاة من القصيدة نفسها، ومشروحاً بأسلوب سهل ومبسط يضمن للقارئ الإلمام بكل المعاني التي قصدتها الخنساء من شعرها الذي يغلب عليه الطابع الرثائي الممزوج بالفخر.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد