-
/ عربي / USD
إن إبراز السمات والملامح الخاصة بشعر قبيلة بعينها، له أهميته الكبيرة في رسم صورة للشعر الجاهلي على نحو أكثر دقة وتفصيل. ففي أمثال هذه الدراسات تبين أثر لهجة القبيلة في شعرها، وأثر شعر القبيلة في تقريب لهجتها من لغة الثقافة السائدة من جهة، وأثره في صنع هذه الثقافة ولغتها من جهة ثانية، كما تبين السمات والملامح التي تميزه عن غيره من اشعار القبائل، فانتماء هؤلاء الشعراء إلى قبيلة معينة ووجودهم في بيئة خاصة، وخضوعهم لتقاليد بعينها، يوجد فيهم طابعاً عاماً له أثره في ملامح شعرهم وسماته.
وإدراكاً لأهمية هذا اللون من الدراسات، فقد عمد المحقق في هذا المؤلف إلى جمع أشعار بني أسد وشرحها وتحقيقها ودراستها. وكان من دوافع اختياره شعراء أسد أن أسداً قبيلة بدوية أعرابية ضاربة في قلب نجد، عرفت بالفصاحة واللسن، صريحة اللغة لم تهجنها مخالطة الحضر ومجاورة العجم واهتم المحقق بأشعار بني أسد في الجاهلية وصدر الإسلام، فجمع ما تناثر من شعر أسد وأخبارها وأخبار شعرائها في مصادر التراث المختلفة، ثم عكف على الشرح والتحقيق والدراسة فجعل البحث في قسمين: الأول للدراسة والثاني للديوان.
توزعت الدراسة على ثلاثة أبواب وخاتمة وذيل. فكان الباب الأول لقبيلة أسد وقد جاء ذلك ضمن أربعة فصول، تحدث في الفصل الأول من نسب أسد، وفي الفصل الثاني تحدث المحقق عن حياتها الدينية والاجتماعية. وخصص الثالث للحديث عن علاقاتها السياسية والحربية في الجاهلية، والرابع عن حياتها السياسية والحربية في الإسلام، وكان الباب الثاني لمصادر شعر أسد وتوثيقه، أما الباب الثالث فكان للدراسة الفنية المقارنة وذيّل الدراسة بشجرة نسب مفصلة لأصول القبيلة وفروعها، وثبت بأسماء المواضع والأماكن من ديار بني أسد.
وأما الديوان فقد قسّمه المحقق إلى جزءين، ضمّ الأول أشعار الجاهليين، وضمّ الثاني أشعار المخضرمين، مصدراً شعر كل شاعر بترجمة له، مع شرح اعتمد فيه على شروح القدماء ما أمكنه ذلك، مذيلاً الديوان بفهارس تفصيلية للشعر والشعراء والأعلام،و القبائل والأقوام والمواضع والبلدان والخيل، محيياً بذلك العمل شعر بني أسد، راسماً بعمله هذا صورة متفاعلة الملامح واضحة القسمات لأسد وشعرائها وخصائص شعرها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد