-
/ عربي / USD
ضرار بن الخطاب الفهريّ من فرسان قريش المذكورين، وشعرائها المعدودين، في الجاهلية وصدر الإسلام، وقد نشأ بظاهر مكة في بيت رئاسة ومجد، فشرت لِبان القيادة، ورضع حب الإغارة، وتنفّس هواء العصبية القبلية، فاتصلت أحداث حياته المروية في كتب التراث بأخبار، لا تخرج عن دائرة تلك المعاني.
ولم يرد لضرار ذكر في عصر البعثة النبوية إلاّ بعد إتمام بيعة العقبة الثانية، وكأن الإحساس بالخوف على مصالح قريش دفعه إلى الإنخراط في صفوف المعادين للإسلام، حين رآه يمتد إلى يثرب، ويقوى بالأوس والخزرج.
إلا ان قد برز في شعر ضرار المعادي للمسلمين، بل في شعره كله، أخلاق فارس شهم محبّ لقومه، فهو يفخر بشجاعتهم، وينصف أعداءه المسلمين بعامة، والقرشّيين منهم بخاصة، وينذر ويهدد الأوس والخزرج، ويترفّع عن الإقذاع والشتم، وتجنّب ضرار هجاء الرسول مخالفاً بذلك ما ذهب إليه شعراء قريش الكبار.
ولقد أنشد ضرار يوم فتح مكة قصيدة أقرّ فيها بنبوّة محمد صلى الله عليه وسلم، واستعطفه على قريش، وأظهر تخوّفه من بطش سعد بن عبادة الأنصاريّ بها، وحسن إسلام ضرار، فشارك في حروب الردة، وفتوح الشام والعراق، ولكنّه سكت عن قول الشعر عدا أبيات قالها في فتوح الشام.
سيجد القارئ في شعر ضرار تصويراً أصيلاً ومتميزاً لجوانب من عصر البعثة النبوية الذي تعلّقت به نفوس العرب والمسلمين، وفيه نقل أمين لمشاعر بطل يعتزّ بقبيلته، ويتألم بكبرياء لأن بعضها يحارب بعضها الآخر.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد