عُرف قديماً مقامُ الإمام عليٍ (عليه السلام) بـ (مقام الصفا) وبجواره قبر الرجل اليماني (رضي الله عنه) كان يعرف بـ (مقبرة الصفا) وموقعها مطلٌ على المنخفض باتجاه الصحراء إلى غرب ضريحِ المولى علي بن أبي طالب (عليه السلام) ولهما من القدم ما يعود تأريخهما إلى زمن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وتُعد هذه البقعة من آثار الحضارة الإسلامية التي لها مدلولات دينية وعقائدية، ووثيقة تعتز بها الشّيعة، بعثها إلينا اليماني (رضي الله عنه) من وقت أول الدّعوة، فأثبت أنَّ للشيعة جذوراً منذ زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). أما عقيدة هذا الشّيخ اليماني (رضي الله عنه) بالإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) هي كعقيدةِ غيره من اليمنيين، فالمعايير التي خلص إليها اليمنيون هي ثمرة صدق إيمانهم وإخلاصهم للإسلام، ومَدحهم النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيراً، كقولهِ: (أنتم نخبة الله حين عرفتم وصي رسول الله قبل أنْ تعرفوه [عليٌّ] فبمَ عرفتم أنّه هو؟ فرفعوا أصواتهم يبكون وقالوا: يا رسول الله نظرنا إلى القوم فلم تحنُّ إليهم قلوبنا، ولمّا رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا، فانجاشت أكبادنا، وهملت أعيننا، وتبلّجت صدورنا حتى كأنّه لنا أبٌ ونحنُ عنده بنون).