-
/ عربي / USD
إنَّ رسالة الإسلام في عقيدته وشريعته ومبادئه تدعو إلى الحريّة؛ لأنَّها قيمة تلتقي عندها مشاعر البشرية جمعاء لا يشذُّ عنها أحدٌ؛ فهي ليست نتاجاً بشرياً، ولا كوّنتها الكيانات الحضارية في تاريخها البشريّ، بل هي فطرة متجذرة في كيان الإنسان جبُل على طلبها منذ وجوده، فالإنسان يُولد حرّاً، ويجب أن يعيش حرّاً، وأن يحافظ على حريّته في الأقوال والأفعال، بإرادة واختيار من غير قسر، ولا إكراه والإسلام حينما يقرر هذه الحريّة المركوزة في الفطرة إنَّما يقرّر كلَّ عنصر ينتمي إلى هذه الحريّة، ومن أهمها (حريّة التعبير عن الرأي) وهي أن يعبّر الإنسان عن رأيه، وفكره، ومكنونات نفسه بحريّة لا يمنعه منها مانع .
وقد أقام الإسلام سياجاً حافظاً لهذه الحريّة حينما وضع لها ضوابطاً، وحدوداً حتى لا يؤدّي العبث بها إلى هدم أصلها، ونقض غرضها الحقيقي.
ومن هنا فإنَّ الإسلام، وقوانينه ذات المصدر الرّبانيّ هو الوحيد القادر على وضع المبادئ، والحقوق الواقعية للكائن البشري لوحدة الخلق والتشريع، وقد اشتدّت الحاجة إلى بيان مفهوم حرية التعبير وضوابطها الشرعية بعد شيوع الاتجاهات التي انطلقت بإسم حريّة التفكير, والتعبير، وإمتلاك الحقيقة فسمّمت الأفكار، والعقول، وأحدثت خراباً في ضمير المسلمين، وولّدت ميلاً عن الفطرة السليمة من قبيل دعوات الإلحاد، والانحراف الفكري، والتطرف الدينيّ، وبث الكراهية بين الناس.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد