شارك هذا الكتاب
الكتابة وفن الخط العربي : النشأة والتطور
الكاتب: يوسف ذنون
(0.00)
الوصف
إن الإستعداد الفطري لدى البشر للرسم - منذ أن وجد على سطح الأرض، هو الذي دفع الإنسان - قبل ألوف السنين في عصوره الحجرية حيثما كان - أن يتخذ الكهوف سكناً لتغطية الجدران بالرسوم المختلفة، ويغلب على الظن أنه لم يفكر أن هذه الوسيلة سوف تصبح من أكبر وسائل التعبير على مر العصور،...
إن الإستعداد الفطري لدى البشر للرسم - منذ أن وجد على سطح الأرض، هو الذي دفع الإنسان - قبل ألوف السنين في عصوره الحجرية حيثما كان - أن يتخذ الكهوف سكناً لتغطية الجدران بالرسوم المختلفة، ويغلب على الظن أنه لم يفكر أن هذه الوسيلة سوف تصبح من أكبر وسائل التعبير على مر العصور، وتكون نواة ظهور أهم حدث حضاري في العصور القديمة ذي أثر بالغ على الحياة العصرية ألا وهو اختراع الكتابة، التي لجأ إليها الإنسان كوسيلة للتعبير عن أفكاره وأحاسيسه.
وقد أخذت الكتابة تتطور على مرّ العصور في مختلف البقاع، فإذا فإذا ما أخذ في الحسبان شكل التكابة، بإعتباره وسيلة معرفة هذه الأطوار - بالإمكان حينها القول: إن الكتابة - في تطورها - قد مرت بأشكال رئيسية ثلاثة، لم ترتبط بفترة زمنية معينة، وقد تتداخل في الزمان، فنجد أكثر من شكل كتابي في النص الواحد في زمن معين، وهذه الأشكال هي: 1- الإشارات والرموز، 2- الكتابة الصورية، 3- الكتابة الرمزية.
وعليه، ومن خلال هذه المقاربات يأتي هذا الكتاب الذي يتمحور البحث فيه على الكتابة، وفن الخط العربي النشأة، والتطور، وهذا البحث، وكما يشير الباحث، أنه في أصله حصيلة تجارب وممارسات وبحوث عمرها نصف قرن من الزمان، ساحتها الخط العربي وما يحيط به بمنظور جديد، وإنطلاقة ذاتية؛ تعلماً وبحثاً، وتركاً بمساعٍ حثيثة، حملت عبق الأيام الخوالي، وتجارب الماضي المفعم برحيق عباقرة القرون الماضية، وإطلالتهم الفنية الإيمانية، وذوب أفكارهم السامية الخلاقة في ظلال أيكة الجمال الوارفة، وتطلعات هدفها نفحات دوحة الجلال بنسماتها العذبة المنعشة للروح، ونعمها التي لا تحصى، وضوع عطر خيراتها التي تشع نوراً يجوب الآفاق، يسطع سناه ليحتوي مسيرة متنامية تجسدت في مجموعة أبحاثاً يقتطف الباحث منها، في عمله هذا، بعض ما دار في تلك الكتابة العربية وفنها الأسمى (الخط العربي)، وهي تمثل النشأة الأولى، التي كانت منها الصورة التي حملت رسم القرآن العظيم، بحرفه المتكامل؛ مبنىً، والمطور قاعدة، والمهيأ تعبيراً، والمنطوق حفظاً.
وإلى ذلك، تتواصل الأبحاث التي حفل بها هذا الكتاب، لتعطي مؤشرات لصور التطور الذي شكل صرحاً ليس له مثيل، قام على محورين: يعالج الأول الوظيفة المفروضة للكتابة مثل سائر الكتابات في العالم، بإعتبارها لغة منظورة تحاول أن تعبر عن اللغة المنطوقة، بعرض لواقع قائم، دون التعرض لما فيه من نجاحات أو إخفاقات؛ لأن ذلك له خصوصيات تحتاج إلى تعمق أكبر لا تفي هذه النظرات المؤسسة لأفكار جديدة في هذا التوجه التعريفي؛ لما في ذلك من أبعاد متجذرة في علوم اللغة المختلفة ووظائفها المتعددة.
أما المتحور الثاني، وهو الذي يعالج الجانب الجمالي في الرسم الحرفي، الصرح الذي تنوعت مساراته الفنية، جرى تغطيته بتركيز يفصح عن منظور جديد في تطوره، وحقيقة أدواره التاريخية في ساحاته المترامية، بالإضافة إلى أدوار بعض رجالاته من عملية الخلق والإبداع فيه، تشكل منطلقاً جديداً للتوسع في دراساته.
يلاحظ في هذا الجانب: تطور الأبحاث علمياً؛ حيث أنها انطلقت مما هو شائع ومعروف في الدراسات القائمة في أحدث منجزاتها، ومن ثم التحول وثائقياً إلى ما يمكن اعتباره نتائج جديدة، ومعلومات غير مسبوقة، أفرزتها هذه البحوث في نشأة الكتابة ومن ثم فن الخط العربي، ومسارات تطوره وتعدد أنواعه، وصولاً إلى تقديم أمثلة حيّة في بعض ساحاته التي لم تُسَلَّط عليها الأضواء - برغم أهميتها - تشكل صوراً إيضاحية لما بحث فيه لبعضً منها في هذا الفن زماناً ومكاناً، وتنوعاً حضارياً يعكس الحركة الجمالية التي صارت ميزة خاصة بالخط العربي، الذي قدم طبعة جديدة، غنية بالجمال والجلال، لغة عالمية يسعد بها البشر عامة؛ وفهم خاص مضاف عند أهله.
ويتمثل الآخر فيها خلاصة ضمن هذا المنظور الجديد، يمكن أن يشكل نظرة طائر على هذا المَعْلَم الفني الكبير الذي له من العمر أكثر من خمسة عشر قرناً، زماناً، ساحته الوطن العربي أولاً، ثم العالم الإسلامي ثانياً، وبعد توغله في أقطار الأرض قاطبة.
وهنا يشير الباحث، إلى أن هناك بعض المعلومات قد استجدّت، مما جعل ما ورد في بعض هذه الأبحاث حولها، يعتريه بعض النقص، مؤكداً بأن ذلك النقص تم تلافيه في الأبحاث التي تلته في هذه المجموعة، وربما هنالك بعض آخر لم يعالج، على أمل أن يتناوله الباحث في دراساته وطرحه في أبحاث قادمة.
أما ما يلاحظ من بعض التداخل بين الآراء القديمة والجديدة، يعقّب الباحث على ذلك بقوله بأن ذلك يؤشر إلى أن الخوض في هذه الموضوعات في هذا الفن قد مرّ بمراحل، وجاء بشكل تدريجي، وهو يعبر عن تطور أفكار الباحث مما هو مطروح على بساط البحث في متابعة للموضوعات المختلفة، أو توفر مادة، أو وثائق مكتشفة تعين على التوصل لدراسة علمية أكثر نضجاً، وأوسع إحاطة، وأكثر تدقيقاً، مؤكدّاً بأن هذه الأبحاث قد سُطّرت بتركيز كبير اقتضته الظروف التي أحاطت بأعدادها للندوات والمؤتمرات، وحتى المجلات العلمية المحكمة التي كان لجميعها حدود في المشاركة والنشر.
التفاصيل
الناشر: دار المقتبس

 

الترقيم الدولي: 9789933459536
سنة النشر: 2022
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 446
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Paperback
الحجم: 17x24
الوزن: 665g

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين