شارك هذا الكتاب
مناهج المحدثين : في الكتب الستة والموطأ
الكاتب: نصار نصار
(0.00)
الوصف
مدينة الطفيلة كالفرقد في عنق الحسناء، ولقد أحسّ بذلك كل من زارها وعرفها... وليس هناك أبلغ من وصف "طلعت النواية" في مقدمة بحثه حول الطفيلة، حيث يقول: "لم أتصور أرضاً كأرضها، حرصت، وبتمد مشاكس، أن تحتضن كل الأقاليم كالمعبر الضيق بين شرق الشمس ومغربها... تتساحب أمامك كشريط ثمل...
مدينة الطفيلة كالفرقد في عنق الحسناء، ولقد أحسّ بذلك كل من زارها وعرفها... وليس هناك أبلغ من وصف "طلعت النواية" في مقدمة بحثه حول الطفيلة، حيث يقول: "لم أتصور أرضاً كأرضها، حرصت، وبتمد مشاكس، أن تحتضن كل الأقاليم كالمعبر الضيق بين شرق الشمس ومغربها... تتساحب أمامك كشريط ثمل ومتموّج عبر كل المتوازيات والمتناقضات، فزادها التناظر نسقاً جميلاً وسع كل مقاييس الجمال.
تبدو لي الطفيلة كلما أمعنت فيها الفكر والنظر... جنة مشوشة مختلفة الأبعاد أبدعتها يد فنان عتيق حشر فيها كل التكوينات وكل الأزهار وكل الأساطير...
بلد كرّمتها السماء، وشعبٌّ أنجب الأنبياء، وغد يشرق بالرخاء والأمل... هذه هي مدينة الطفيلة بوابة الفتح الإسلامي للأردن، ومهد أيوب عليه السلام، ومرقد الحارث بن عمير سفير رسول الله الكريم، ومن أحضانها خرج شهيداً الثورة العربية الكبرى: "علي فتاح الخطبا"، و"محمد حرب الخطبا"، وكانت ملعب صبا المناضل السياسي "محمد بطاح المحيسن"، ومسقط رأس المفكر الأردني الكبير "سعد جمعة"، ومن روابيها تفجرت شاعرية الأديب "تيسير السيول".
وبعد... فقد ورد اسم المنطقة في المصادر القديمة، ومنها التوراة، في سفري التكوين وعاموس "سأرسل ناراً على تيمان"؛ أي بمعنى آدوم أي بمعنى آدوم ستبدو قصور بصيرا... وبصيرا buseirah، وهي عاصمة الآدوميين منذ سنة 1500 ق. م.، وامتدت مملكتهم من وادي الحسا الذي يسمى (زارد) إلى خليج العقبة، ويورد ياقوت الحموي، في معجم البلدان "طُفَيّل" وهي على وزن فُعَيْل بضم الفاء، وفتح العين، ويقول "بوادي موسى قرب بيت المقدس قلعة يقال لها طُفَيْل".
وقد ذهب البعض في تفسير اسم الطفيلة تفسيرات شتى رمتها أن الطفيلة بلدة قديمة تقوم على البقعة التي كانت عليها مدينة "توفلّ"، ومنها الإسم الحالي طفيل من جذر آرامي، ومشترك بين لغات سامية أخرى تعني الطين والغري والحماه، وهذا ما دعا بعض الدارسين الإعتقاد بهذا الإسم لكثرة طينها ووصولها وأرضها الخصبة، والذي يستدعي الإنتباه أن الطفيلة حملت في العصر البيزنطي اسم "أوغوسطو بوليس" "Augustopolis"، وأطلق عليها أيام المماليك اسم "جبال" وسمي سكانها "أهل الجبال".
أما التفسير الأخير، وهو الأقرب للصحة والدقة؛ أن الطفيلة اسم روماني قديم "دي تيفلوس" وتعنى "أم الكروم"، وهذا دليل على أن المنطقة منذ أقوم العصور تشتهر بكروم العنب التي كانت تغطي سفوح المنطقة.
ويستدل على ذلك من الشواهد الموجودة في اللواء، ومنها الجرون الكبيرة الموجودة في منطقة عفرا شمال مدينة الطفيلة، والتي كان يستعملها السكان المحليون في الحقبة الرومانية لعصر العنب وإستخراج الخمور منها... كما أن المنطقة وقراها الجنوبية والشمالية، ومنطقة "عفرا" بالذات، ما زالت سفوحها مغطاة بكروم العنب المشهورة في المنطقة بعنب "عفرا"...
من كل ما تقدم يمكن القول بأن الطفيلة جاءت تحريفاً من اسمها القديم "طُفَيّل"، وهو أهم اسم احتفظت به الطفيلة على مدى العصور والتاريخ على الرغم من تغير اسمها في عصر المماليك؛ إلا أنها سرعان ما عادت إلى اسمها القديم [...].
وهكذا يمضي المؤلف في تسليط الضوء في هذه المدينة (في ماضيها وحاضرها) والتي خلدها التاريخ بما استوجب البحث في ما يلي من مواضيع، والتي شملت اثني عشر فصلاً، ومقدمة جاءت على النحو التالي على التوالي: - المقدمة: الطفيلة وقسميتها، 1- الحضارات والأقوام، 2- تنقيبات الباحثة البريطانية التي نقبت في بصيرا، 3- جغرافية المنطقة، 4- أصول وفروع العشائر، 5- الطفيلة وقراها، 6- الخدمات الإجتماعية والدراسة البشرية، 7- العادات والتقاليد، 8- الطفيلة في كتب الجغرافيين والشعر العربي، 9- رحلة بيركهارت والأماكن السياحية والمقامات، 10- الخدمات الصحية والبريدية والتعليمية، 11- أعلام الفكر... وأخيراً الطفيلة في الوثائق الثمانية.
التفاصيل
الناشر: دار المقتبس

 

سنة النشر: 2021
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 603
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Paperback
الحجم: 17x24

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين