في هذا الكتاب يسلط الأستاذ أحمد فارس الشدياق الضوء على "لهجة جزيرة مالطة العربية" وتداخلها مع لغات أخرى كالإيطالية والفرنسية والإنجليزية، وموقعها بالنسبة إلى اللغة العربية، ويضرب على ذلك مثلاً مما بقي عندهم، أي أهل مالطة، من مفردات العربية وجملها وتأليفها، لا سيما في...
في هذا الكتاب يسلط الأستاذ أحمد فارس الشدياق الضوء على "لهجة جزيرة مالطة العربية" وتداخلها مع لغات أخرى كالإيطالية والفرنسية والإنجليزية، وموقعها بالنسبة إلى اللغة العربية، ويضرب على ذلك مثلاً مما بقي عندهم، أي أهل مالطة، من مفردات العربية وجملها وتأليفها، لا سيما في الأمور المتعارفة عندهم في المعاملات والتجارات وكتب الشرع وغيرها ويشير في المقدمة إلى أن "اللغة المالطية لم تدوَّن فيها علوم، ولم يشتهر فيها كتبٌ، فهي عبارة عن ألفاظ يتداولونها فيما هو من مقتضيات الأحوال الساقطة دون أن تفي بحاجتهم فيما يقصدونه من وصف أو نسيب أو وعظ...
واللغة المالطية تشتمل على ألفاظ من لغات مختلفة اختلفت فيها الأقوام والأحكام، فزعم بعضهم أنها فينيقية؛ لوجود كلمتين فيها منها، وهما: (البئر) و(الصيد)... وزعم آخرون أنها حبشية؛ لوجود لفظة واحدة فيها، وهي (المنبر)... وهكذا يفصل المؤلف في أصل هذه اللغة ويوضح أثرها السلبي على العربية، ويورد مشاهداً من إستعمالاتها في ذلك العصر، ثم يعود ويؤكد "أنه لا شك في كون اللغة المالطية عربية... وهذه اللغة العربية مع سعتها وغزارة موادها وكثرة تصاريفها لم تخلُ عن ألفاظٍ بعضها من الفارسية، وبعضها من اليونانية، وبعضها من الحبشية والهندية والسريانية والعبرانية"...