إن موضوع "تعارض البينات" أو "التعارض والترجيح في وسائل الإثبات" ذو أهمية عظيمة في مجال القضاء، إذ لمَّا كان الناس في هذا الزمان أقرب إلى الشر وأبعد عن الخير وكثرت المنازعات والخصومات وتحايل الناس على الحق يبطلونه، وعلى الباطل ينصرونه واتخذوا لذلك طرقاً شتى وأساليب مختلفة...
إن موضوع "تعارض البينات" أو "التعارض والترجيح في وسائل الإثبات" ذو أهمية عظيمة في مجال القضاء، إذ لمَّا كان الناس في هذا الزمان أقرب إلى الشر وأبعد عن الخير وكثرت المنازعات والخصومات وتحايل الناس على الحق يبطلونه، وعلى الباطل ينصرونه واتخذوا لذلك طرقاً شتى وأساليب مختلفة ساعدهم على ذلك بُعْدُ كثيرٍ من التشريعات عن التشريع الإسلامي وناصرهم فساد الخلق الذي عمّ وانتشر بسبب ضعف الوازع الديني. والقاضي يقف أمام شخصين، كل منهما يدعي الحق، ويدعم قوله بالحجة والبرهان والدليل، فإذا أراد أن يحكم لأحدهما بحجته برزت حجة الآخر ودليله حائلاً دون ذلك، فيخرج النزاع من صورته الأولى على المدعى به، إلى صورة ثانية وهي النظر في الأدلة المتعارضة لفحصها والتأمل فيها والحكم عليها، ومما يزيد الأمر تعقيداً أنّ معظم الأدلة ظنية، ولذلك فقد وضع الفقهاء القواعد والضوابط في تعارض البينات وترجيحها وبينوا طرق الترجيح إجمالاً.