أزعمُ أنّي ما تَصَوَّرْتُ يوماً أن أجدَ مَنْ يُحاكي أسلوبَ الرّافعيِّ في دقّة بيانِهِ وسُمُوِّ معانيهِ، حتى وقفتُ على هذا السِّفْرِ البديعِ في نظمِه السّامقِ في مبناهُ لأخي فضل الحُميدان؛ فإذا بي إزاءَ أديبٍ من طرازٍ فريدٍ فيه من أنفاسِ الرَّافعيّ - رحَمهُ اللُه - حتَّى...
أزعمُ أنّي ما تَصَوَّرْتُ يوماً أن أجدَ مَنْ يُحاكي أسلوبَ الرّافعيِّ في دقّة بيانِهِ وسُمُوِّ معانيهِ، حتى وقفتُ على هذا السِّفْرِ البديعِ في نظمِه السّامقِ في مبناهُ لأخي فضل الحُميدان؛ فإذا بي إزاءَ أديبٍ من طرازٍ فريدٍ فيه من أنفاسِ الرَّافعيّ - رحَمهُ اللُه - حتَّى كنتُ كلّما أوغلتُ في القراءةِ في هذا الكتابِ الفريدِ هتفتُ من أعماقي قائلاً: "إنَّ هذا والذي جاءَ به الرَّافعيُّ لَيَخرُجُ من مِشْكاةٍ واحدةٍ "هيَ مِشْكاةُ الأدبِ السَّامي المُنتمِي!...
ومَنْ يُطالِع كتابَ الحُميدَان يُوقِن بأنَّهُ رجلٌ عاش مع الرَّافعيِّ، فرِحاً لفرحِهِ، حزيناً لُحزْنه، مُحبّاً لما يُحِبُّ، ومُبغضاً لِمَا يُبغضُ، فهوَ الرَّافعيُّ في فرحِهِ وحزنِهِ؛ بلْ وفي عشقِهِ!...