في كتابه هذا ، يتناول الأستاذ محمد أحناش موضوع الحديث الضعيف ، سواء في الأحكام الشرعية أم في الحلال والحرام ، وينبه من خطورتها على العامة وخاصة إن الحديث الضعيف الذي لا يحتج بمثله قد يكون له من الأثر على النفوس ما لا يوجد للحديث الصحيح ، وهذا هو الواقع اليوم ، إذ يرى المؤلف أن...
في كتابه هذا ، يتناول الأستاذ محمد أحناش موضوع الحديث الضعيف ، سواء في الأحكام الشرعية أم في الحلال والحرام ، وينبه من خطورتها على العامة وخاصة إن الحديث الضعيف الذي لا يحتج بمثله قد يكون له من الأثر على النفوس ما لا يوجد للحديث الصحيح ، وهذا هو الواقع اليوم ، إذ يرى المؤلف أن الناس أحرص على الأحاديث الغرائب والمنكرات منها على المتفق على صحته ، ولهم بها ولع قديم واستجلاء واستمراء . ومن هنا تظهر خطورة إهمال الحديث الضعيف وضرورة دراسته ، ولهذا وضع المؤلف كتابه " فيض اللطيف من أحكام الحديث الضعيف " يتحدث خلاله عن طائفة من المبتدعة من الذين ردوا الروايات والأخبار الثابتة عن النبي المختار صلى الله عليه وسلم ، ودعوا إلى الإكتفاء بالكتاب عن السُّنة وقالوا حسبنا كتاب الله ، فضلوا واضلوا ، وآخرين ردوا الأحاديث التي جرت غير موافقة لأغراضيهم ومذاهبهم ، فادعوا أنها مخالفة للمعقول ، وغير جارية على مقتضى الدليل ، ويجب ردها وربما قدموا في الرواة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم ، وربما ردوا فتاويهم وقيدوها في أسماع العامة ، لينفروا الأمة عن أتباع السُّنة وأهلها . وفي ضوء هذا الهم الإيماني والمعرفي يحيط المؤلف بالقواعد والضوابط التي تحكم عملية تحقيق النصوص وتوثيقها ، كالقدماء الذين اتفقت كلمتهم على نقل الرواية كما هي ، فضلاً عن أن المؤلف سعى إلى مراعاة ما ذكروه من مقاصد التأليف ومنها : جمع ما هو مفرق من مسائل البحث المثبوتة في كتب الإصطلاح ، مع عزو الأقوال إلى قائليها والفوائد إلى أصحابها ، فقد قيل : من بركة العلم وشكره عزوه إلى قائله ، ومنها : تحقيق بعض المسائل التي كانت غامضة وتحرير المقال فيها بالدليل ، مع مراعاة الترتيب بين مواد الكتاب وحُسن التنظيم بينها وسهولة الإنتقال من فقرة إلى أخرى ، والإشارة اللطيفة إلى بعض المباحث التي أفرد المؤلف بتأليفها .