تميزت الأمة الإسلامية بصفات خاصة من دون الأمم، فهي أمة فكرة ودولة، وشخصية ذاتية مستقلة، فهي لا تقيم علاقة الوحدة فيما بين أبنائها، على تفسيرات منحرفة تعتمد العنصرية أو الإقليمية، أو تنحرف بالمجتمع لتفصل الشريعة على الأخلاق.فالأمة الإسلامية أمة تقيم حضارتها ووجودها على...

تميزت الأمة الإسلامية بصفات خاصة من دون الأمم، فهي أمة فكرة ودولة، وشخصية ذاتية مستقلة، فهي لا تقيم علاقة الوحدة فيما بين أبنائها، على تفسيرات منحرفة تعتمد العنصرية أو الإقليمية، أو تنحرف بالمجتمع لتفصل الشريعة على الأخلاق.
فالأمة الإسلامية أمة تقيم حضارتها ووجودها على أسس نظرية متكاملة في النظر إلى الكون والحياة والإنسان، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾... وقد وصفها الله تعالى بأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾... [سورة آل عمران : 110]
هذه الفكرة فكرة أمة الدعوة، وأمة الرسالة التي يجب عليها أن توصل كلمة الحق، ودعوة العدل إلى العالم جميعاً؛ فهي تفتح على العالم آفاق المحبة، وتُذكي فيه روح المحبة الإنسانية الكلية التي دعا إليها القرآن الكريم، ونادى بها رسول الرحمن محمد صلى الله عليه وسلم وعمل الدعاة من بعد بمنهجها.
وإلى ذلك، فإن العالم الإسلامي يقوم على فكرة عالمية، تتسع أطرافه وتمتد دولته، بحيث يتسع العالم جميعاً دون الوقوف عنده، لذلك فإن الحديث عن العالم الإسلامي لا يتعلق ببقعة أرض محددة، أو إقليم معين؛ بل إن دعوته تشمل العالم جميعاً، وترحب بكل من يريد أن يدخل في هذا الدين.
وهنا يشير الكاتب بأن هناك دراسات كثيرة بحثت في حاضر العالم الإسلامي، وكان الأسبق في هذه الدراسات كتاب "لوثروب ستودارد" الأمريكي الذي ترجمه "عجاج نويهض" وعلق عليه "الأمير شكيب أرسلان"، وقد فتح هذا الكتاب مجالاً جديداً للمتابعة فيما يخص الواقع الإسلامي، ثم تعدد الدراسات من بعده وحملت عناوين جديدة حول العالم الإسلامي وقضاياه منها: كتاب "حاضر العالم الإسلامي وقضايا المعاصرة" للدكتور جميل عبد الله المصري" وآخر حمل العنوان نفسه للدكتور "محمد عوض الهزايمة" إضافة إلى الكتاب الذي كان مقرراً في كلية الشريعة - جامعة دمشق، والذي كان بحاجة إلى الكثير في التصويبات.
ويشير الباحث إلى أن عمله تمحور في إخراج هذا الكتاب بحلّة جديدة، حيث عمل على إختصار تلك المادة الغزيرة التي ضمها ذاك الكتاب، وتصويب ما جاء فيه من معلومات، وتنسيقها وتبويبها، والأهم، وكما يذكر الباحث، أن تلك المعلومات أكثر ما تحتاج إليه هو الدقة، والمصداقية في النقل، خاصة إذا عملنا أن العالم الإسلامي يكتنفه مشكلات كثيرة، وضغوطات جمة، تريد أن تغير من مساره، وتنحرف به عن مسيرة الصواب، وهي مدعومة بتوجيه إعلامي وسياسي وفكري.
ويشير الباحث، أنه، وفي عمله هذا، دأب على متابعة آخر أخبار العالم الإسلامي من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، منتقياً منها الأهم، محدداً عينات جعلها النموذج في معرفة الحقيقة والوصول إلى الفهم الصحيح ما أمكن حول هذه القضايا، متبعاً في ترتيب المادة التي انتهى إليها تقسيماً يسهل الرجوع إليه، بحيث تم تقسيمه إلى أبواب وفصول ومباحث ثم مطالب، متبعاً المنهجية العلمية الموضوعية في تدوين المعلومات الموجودة في الكتاب.
وقد جاءت مواضيع الأبواب التي بلغت سبعة أبواب على التوالي: 1-الوحدة الإسلامية وأهمية العالم الإسلامي، 2-نظرة عامة في تاريخ الأمة الإسلامية، 3-موقع الوطن العربي من العالم الإسلامي وواقعه المعاصر، 4-الإسلام في أفريقية، 5-الإسلام في آسيا، 6-المسلمون في أوروبا والعالم الجديد، 7-التحديات الداخلية والخارجية وآثارها.