عرفتُ أبا القاسم عندما حان اوان مفارقتي لحلقات الدروس أحمل عنوان حظِّي من المعهد الزيتوني؛ أعني: شهادة إتمام المدرسة، المعبَّر عنها آنذاك بشهادة التطويع، وكان أبو القاسم وقتئذٍ لم يزل في أشدِّ أطوار الصراع بين الشارحين وذوي التعاليق والحواشي، فكان رحمة الله عليه يتبرَّم...
عرفتُ أبا القاسم عندما حان اوان مفارقتي لحلقات الدروس أحمل عنوان حظِّي من المعهد الزيتوني؛ أعني: شهادة إتمام المدرسة، المعبَّر عنها آنذاك بشهادة التطويع، وكان أبو القاسم وقتئذٍ لم يزل في أشدِّ أطوار الصراع بين الشارحين وذوي التعاليق والحواشي، فكان رحمة الله عليه يتبرَّم من ذلكم النمط في الحياة الدراسية، فتراه لا يلوي على شيء إذا ما ظَفِر بجوهر المسألة، وتجلَّى له محيَّا الحقيقة، زاهداً في تلكم التنابيه والإعتراضات والحواشي والتعليقات.