يزخر الأدب العربي بروائع نثره وشعره... حكمه وأمثاله، مواعظه وأقواله، فيشكل واحة وأرفة الظلال، ندية النسمات... عذبة الرشفات... تمتع الروح، وتسمو بالنفس، وتجعل العقل يغوص في عمق الماضي، متلمساً متانة البنيان... وبلاغة البيان... وروعة النظم... وقوة الكلم على إيصال المراد بموجزه،...

يزخر الأدب العربي بروائع نثره وشعره... حكمه وأمثاله، مواعظه وأقواله، فيشكل واحة وأرفة الظلال، ندية النسمات... عذبة الرشفات... تمتع الروح، وتسمو بالنفس، وتجعل العقل يغوص في عمق الماضي، متلمساً متانة البنيان... وبلاغة البيان... وروعة النظم... وقوة الكلم على إيصال المراد بموجزه، مدركاً بأن خير الكلام ما قلّ ودلّ... هو ذاك الأدب العربي، فما بال القارئ بالكتاب المعجز المنزل بلغة هذا الأدب... وكيف إذا كان من لدن عليم خبير... حكيم... وما بال القارئ بما أغنى به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بما أبدع من جوامع الكلم...
وبعد فإن ما يمكن أن يقال عن اللغة العربية بإبداعاتها هو الكثير الذي بإمكان القارئ تلمسه من خلال تنقله في أرجاء حديقة هذه المنتجات العربية حيث تنعم نفسه حين تطأ عيناه ما وقع عليه إختيار المؤلف من آيات قرآنية جرت مجرى الأمثال، وآيات هملت ما حملت من حكم وآداب، ثم منتجات مما جاء به الرسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته من جوامع الكلم توزعت في مجالات: المواعظ والأدب والحكم والآداب، ثم لينطلق المؤلف على دروب روائع الكلم للخلفاء الراشدين منتخباً ما شاء له من كلام كل من: أبو بكر الصديق رضي الله عنه، (خطبة في الوعظ وصية ليزيد بن أبي سفيان وقد أرسله بجيش إلى بلاد الشام)، ثم عمر بن الخطاب (خطبةُ له في الوعظ وأخرس في الحثّ على السعي، ورسالة إلى ابنه ينصحه، ثم أيضاً رسالة في النصح إلى عامله في البصرة وإلى أبي موسى الأشعري وإلى معاوية، ثم ما روي عنه من حكم)، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنه وخطبة له في الوعظ، ثم الإعمام علي بن أبي طالب (رسائله إلى ابنه في النصح والوعظ، ووصايته لأولاده، ولجيش بعثه إلى العدو، ورسائل في النصح إلى معاوية وإلى عامله في البصرة، وكلام في النصح عامة، وخطبة له في الوعظ، وبعض ما اشتهر عنه في المواعظ والحكم والأمثال والمدح نثراً ونظماً).
وليكون للمؤلف من ثم منتجات فيما روي عن الحسن بن علي فيما قاله في مكارم الأخلاق وفي الحكم في خطبة له، ومنتجات شتى لأروع ما قاله كلٌّ من: أبر الأسود الدؤلي (في الحكم وفي مدح الأدب وفي عزة النفس)، عبد الحميد الكاتب (رسالته التي أوصى فيها الكتّاب، وكتابه إلى أصله في شكوى الزمان والعناية بالإنسان)، ثم الجاحظ (ما كتبه في الإعتذار والإستعطاف...)، ثم يحيى البركلي (ما كتبه في السجن إلى هارون الرشيد يستعطفه)، وما روي من هارون الرشيد في وصيته لمعلم ولده الأمين، ثم ابن المعتز (في وصف البيان والقرآن الكريم، والحذر من الدنيا، وفي مكارم الأخلاق)، والإمام الشافعي (في الحثّ على الفضيلة، وفي طلب العلم، وفي مدح السفر)، وأبو العتاهية وما قاله في الوعظ، ثم لينتقل المؤلف إلى الشعر في منتخباته شعرية، ثم إلى نصوص نثرية لكل من: بديع الإمام الهمذاني، والبستي، وابن الفرضي، والشريف الرضي، وأبو الحسن التهامي، وابو العلاء العري، والمتنبي، وابن سناء الملك، والمارودي ومحمود سامي البارودي، وأحمد بن منير، والثعالبي، عبد اللطيف البغدادي، والسهرَوَردي، وصفي الدين الحليّ، وأحمد نسيم، وابن الوردي، والصفدي، وناصيف اليازجي، وعبد الله فكري، وعبد الله نديم، وابن الورمي، وأبو العيناء، والنابغة الذيباني، وحسن توفيق العدل، والشيخ محمد عبده، وأحمد سلامه وغيرهم الكثير ممن كانت لهم إبداعاتهم إما في مجال النثر أو في مجال الشعر في أغراض مختلفة، فيمتع القارئ في منتجاته هذه، ويصبح لديه مخزون ثقافي وفكري وإجتماعي وأولاً وقبل كل شيء معرفة بإبداعات وروائع الأدب العربي.