شارك هذا الكتاب
تحفة الأنجاب بحلى الآداب
(0.00)
الوصف
"نشأة الإنسان... اعلموا أن الإنسان يولد طفلاً صغيراً مجرداً عارياً عن جميع الآداب، لا فهم له ولا عقل، ثم ينتقل إلى حالة لا يرى فيها إلا ما يكون قربه من أمه وأبيه، أو مرضعه وذويه، ولا يدري شيئاً من المنافع والضار، فيستهزئ ويضحك، ويعبث ويلعب، ولا يفرَّق بين الحسن والقيح، ولا...
"نشأة الإنسان... اعلموا أن الإنسان يولد طفلاً صغيراً مجرداً عارياً عن جميع الآداب، لا فهم له ولا عقل، ثم ينتقل إلى حالة لا يرى فيها إلا ما يكون قربه من أمه وأبيه، أو مرضعه وذويه، ولا يدري شيئاً من المنافع والضار، فيستهزئ ويضحك، ويعبث ويلعب، ولا يفرَّق بين الحسن والقيح، ولا يميّز بين الباطل والصحيح، ثم يرتقي إلى درجة أخرى يعرف فيها ما يريده وما يراد منه، ولا يزال يصعد في سلم التمييز حتى يعلم فوائد سمعه وبصره ولسانه وعقله وغيرها، فيشتغل بعلمٍ أو بصنعة وكسبٍ متمتعاً بها، ومستمدّاً على هذه الأحوال إلى أن يأتيه أجله، فيخرج من هذه الدنيا، ويرى في الآخرة ما قدمته يداه، ويجازى بمقتضاه، ويأتي بعد أولاده فيعيشون مثل ما عاشه، وهكذا أولادهم، ومن بعدهم، فمثل حياتكم هذه كمثل القمر؛ إذا نظرتم رأيتموه يبدو في أول الشهر هلالاً صغيراً، ثم يتزايد شيئاً فشيئاً إلى أن يتم إلى حالةِ البدر، ثم يأخذ في النقصان حتى لا يبقى له أثره، وكذلك الدنيا والزمن لا يبقى على حالة واحدة، تتغير، وتذهب، فاليوم يأتي بعد اليوم، والأسبوع بعد الأسبوع، والشهر بعد الشهر، والعام بعد العام، وكذا كل ما فيها من حيوان وجماد ونبات متغير، وكل متغير حادث، وكلّ هذا يمرّ سريعاً بالنظر للواقع وإن طال في نظرنا، ولا يبقى إلا وجه، بنا ذو الجلال والإكرام، فإذا تأملتم هذا الكلام، ونظرتم أنفسكم، فلا تضيعوا شيئاً من هذه الأوقات الثمينة التي تمرّ عليكم مرّ السحاب وأنتم لا تشعرون، واشتغلوا بطيب العلوم، وتحصيل ثمار الفوائد... وقال في الحكمة: اعلم أن الحكمة أم الفضائل، وهي منبع العلوم: تحيي القلوب الميتة، وتجلب للمرء السعادة الأبدية واللذّة السرمدية. قال سبحانه وتعالى: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً﴾. [سورة البقرة / 269]...
وقال صلى الله عليه وسلم: "كلمةٌ من الحكمة يتعلمها الرجل خيرٌ له من الدنيا وما فيها"، وقال أيضاً: "ما أهدى المسلم لأخيه هديةٌ أفضل من كلمة حكمةٍ نريده بها هدى ويردّه عن روى"؛ وقال أفلاطون: جرح الأجساد يعالج بالعقاقير، وجرح النفس يعالج بالحكمة، وهي علم بحث عن أحوال أعيان الموجودات على ما هي عليه في نفس الأمر بقدر الإستطاعة، وهي العلم النافع المعبّر عنه بمعرفة النفس مالها وعليها، ولإدراكها وسائط وشعوب: أولها: صفاء النفس، وثانيها: جودة الفهم، وثالثها: الذكاء، ورابعها: حسن التصور، وخامسها: سهولة التعلم، وسادسها: الحفظ، وسابعها: الذكر، فالنفس إذا عرفت الحكمة بشعوبها ووسائطها، خفّت واشتاقت إلى علم الحلاج، ومالت إلى صقع التجريد، وتخلّصت من الشهوات الطبيعية المميتة للنفس الحية، ونجت من أسر الطبيعة، وفلتت من حبالها التي يعلق العالم بها..
إن التهذيب مجبلة للخير والكمال؛ لا سيما للصغار الأطفال، إذا من قعد به أدبه لم يقيم به حسبه ونسبه، وبدونه لا ترتقي القبائل والشعوب، ولا تهدأ الخواطر والقلوب.
من هذا المنطلق، تأتي هذه الرسالة التي جمع فيها الكاتب ما حلى من خصال الآداب، سعياً لتهذيب لا سيما الصغار، وفصل فيها بعض مجملاته، موضحاً كثيراً من مشكلاته ومعضلاته، وذلك لكثيرة شيوع الفساد في البلاد، وعمومه الكبار والصغار، ورتب مواضيعه ضمن قسمين: الأول: في الدروس الأساسية لحقيقة الإنسانية (نشأة الإنسان، إحتياج النفس والقلب إلى التربية، إحتياج الإنسان بأبناء جنسه، العمل والسلوك، السعي والكسب، العلم والعمل، العقل، الأدب، الحكمة التقوى).
أما القسم الثاني فقد جاء حول واجبات المخلوق (واجبات المخلوق للخالق، واجبات المخلوق للأنبياء والمرسلين، واجبات الناس لا طاعة أولي الأمر، واجبات الإنسان للأب وللأم وللأستاذ وللأقارب ولصاحب الحقوق وللجار، ولمن أعلى منه، ولأقرانه ومساويه، ولمن أدنى منه، ثم واجباته لنفسه وروحه ولجسمه وبدنه).
التفاصيل
الناشر: دار المقتبس

 

الترقيم الدولي: 9789933546687
سنة النشر: 2017
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 55
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Paperback
الحجم: 14x21

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين