الشنقيطي صاحب هذا الكتاب "أضواء البيان وإيضاح القرآن بالقرآن" هو محمد الأمين الشنقيطي بن المختار بن عبد القادر بن محمد، من قبيلة الجنكيين والتي يرجع نسبها إلى حمير العربية، العالم الأديب المفسر، حظي بإهتمام العلماء، وترجم له جميع منهم؛ ولا سيما تلامذته.ولد الشنقيطي (1325هـ /...
الشنقيطي صاحب هذا الكتاب "أضواء البيان وإيضاح القرآن بالقرآن" هو محمد الأمين الشنقيطي بن المختار بن عبد القادر بن محمد، من قبيلة الجنكيين والتي يرجع نسبها إلى حمير العربية، العالم الأديب المفسر، حظي بإهتمام العلماء، وترجم له جميع منهم؛ ولا سيما تلامذته. ولد الشنقيطي (1325هـ / 1905م) في شنقيط، وهي الآن دولة موريتانيا الإسلامية، كان والده ذا يسار، وكان هو ولده الوحيد مما جعله يُعنى به أشدّ العناية، وبعد وفاة والده انتقلت به أمه إلى بيت أخواله مدرسته الأولى التي تلقى فيها علوم القرآن الكريم، واللغة والآداب، والسير، والتاريخ. وأخذ بعد ذلك يتدرج في طلبه العلم على يد كبار علماء قبيلته، ولا سيما فيما يتعلق بحروف القرآن الكريم ومفرداته وتراكيبه، ثم أصبح بعد إتمامه دراسته، ذا معرفة بمختلف العلوم (على وجه الخصوص علوم الدين)، والفنون التي كانت معروفة في عصره. وقد أخذ علو النحو والصرف وأصول الفقه، والبلاغة والتفسير والحديث عن علماء جنكيين، وأما المنطق وآداب البحث والمناظرة فقد حصلها من المطالعة، ويمكن ملاحظة مدى تفوقه في هذه العلوم، وسعة إطلاعه فيها من خلال مؤلفاته؛ ولا سيما تفسيره هذا "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن" فهو وإن كان المقصد منه إيضاح القرآن بالقرآن؛ إلا أنه تضمن مباحث قيمة من علوم الشريعة الإسلامية، واللغة العربية، تدل على طول باعه في علم التفسير والحديث، والفقه وأصوله، والبلاغة والنحو والصرف والأدب والسير. وفي سنة (1367هـ / 1947م) توجه إلى البيت الحرام لأداء فريضة الحج، حينها رغب الشنقيطي في البقاء في هذا الجوار الكريم، ولم يرجع إلى موطنه الأصلي إلا بعد عدة سنوات أمضاها في المدينة المنورة، وكان على رأس بعثة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، التي من عادتها إيفاد البحوث إلى أنحاء مختلفة في العالم الإسلامي؛ ولا سيما أفريقية، فكان على رأس بعثة الجامعة إلى عشر دول أفريقية بدأت بالسودان وانتهت بموريتانيا موطنه الأصلي، وفي هذه البلاد لم يدع بلداً منها إلا بذل فيه من علمه ما أخذ. رجع بعد ذلك إلى المدينة المنورة ليتولى تدريس علوم الشريعة والتفسير والأصول في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي جامعاتها وكلياتها، وبقي فيها إلى أن توفي يوم الخميس من عام (1393هـ / 1972م) مخلفاً مؤلفات متعددة الجوانب، نذكر منها كتابه "أضواء البيان في إيضاح القرآن" الذي جعله الباحث موضوعاً لرسالته لنيل درجة الماجستير. وبالعودة إلى الكتاب وسيراً على سنن المؤلفين فقد بيّن الشنقيطي اسم تفسيره في مقدمته إذ يقول (وسميته أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن)، وهو يتألف من تسعة أجزاء، سبعة منها للشنقيطي، فسر فيها سبعة وعشرين جزءاً من القرآن الكريم، وسورة واحدة من الجزء الثامن والعشرين، ثم عاجلته المنية قبل أن يتم التفسير، فقام تلميذه: عطية محمد سالم بإتمامه في جزأين آخرين. هذا وقد تبوا تفسير أضواء البيان مكانة علمية عالية، يدل على ذلك أن المؤلف ما كان ينتهي من إنجاز جزء إلا تناولته المطابع، نظر للشهوة الواسعة، والمكانة العلمية التي كان يحتلها لدى طلبة العلم وغيرهم من القرّاء الحريصين على فهم القرآن الكريم. وأما عمل الباحث في رسالته، فقد اقتضى منهج البحث أن يكون في ثلاثة فصول تسبقها مقدمة وتمهيد، وتتبعها خاتمة، تم الحديث في التمهيد عن حياة الشنقيطي، ومكانته العلمية ومؤلفاته، وعن تفسير أضواء البيان..." ومنهجه فيه وأسلوبه، وطريقة نقله من المصادر، فخصصا الفصل الأول للحديث عن الإستشهاد عند الشنقيطي بالقرآن الكريم وقراءاته، والحديث الشريف، وأقوال العرب ولغاتها، ومن موارده اللغوية والنحوية، ليقوم من ثم، وفي الفصل الثاني بذكر ما تعرض له الشنقيطي في تفسير من مسائل اللغة، وخصص الفصل الثالث لدراسة الجهود النحوية في التفسير؛ إذ كان إهتمام الشنقيطي واضحاً في مسائل النحو؛ ليس فيما يخصّ الإعراب في الرفع والنصب والجرّ والجزم حسب؛ وإنما فيما يتعلق بالتراكيب والأساليب النحوية؛ أي ما يطرأ على النصوص من حذف وزيادة، وتعريف وتذكير، وتذكير وتأنيث، وإفراد وجمع، وغير ذلك مما كان يسميه (الأساليب العربية) وهي التي تدور حول معاني النحو. هذا ويذكر الباحث بأن خير ما وجده متوافقاً ومسائل النحو في تفسير الشنقيطي، بناء خطة على منهج (الخلاصة الألفية) لإبن مالك النحوي (ت 672هـ) وما تبعه الشراح اللاحقون، مع تغييرٍ قليل في زيادة عنوان أو طرح آخر، أما الخاتمة فتحدث فيها الباحث عن نتائج بحثه.